ثُمَّ قَالَ تَعَالَى :﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ﴾، قَالَ : يَأْتِي الرَّجُلُ أَهْلَ الْبَحْرِ فَيَقُولُ : أَطْعِمُونِي، فَإِنْ قَالَ : غَرِيضًا، أَلْقَوْا شَبَكَتَهُمْ فَصَادُوا لَهُ، وَإِنْ قَالَ : أَطْعِمُونِي مِنْ طَعَامِكُمْ، أَطْعَمُوهُ مِنْ سَمَكِهِمُ الْمَالِحِ. ثُمَّ قَالَ :﴿وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا﴾، وَهُوَ عَلَيْكَ حَرَامٌ، صِدْتَهُ أَوْ صَادَهُ حَلاَلٌ.
وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّمَا عَنَى اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ :﴿وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا﴾ مَا اسْتَحْدَثَ الْمُحْرِمُ صَيْدَهُ فِي حَالِ إِحْرَامِهِ أَوْ ذَبَحَهُ، أَوِ اسْتُحْدِثَ لَهُ ذَلِكَ فِي تِلْكَ الْحَالِ. فَأَمَّا مَا ذَبَحَهُ حَلاَلٌ وِلِلْحَلاَلِ فَلاَ بَأْسَ بِأَكْلِهِ لِلْمُحْرِمِ، وَكَذَلِكَ مَا كَانَ فِي مِلْكِهِ قَبْلَ حَالِ إِحْرَامِهِ فَغَيْرُ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ إِمْسَاكُهُ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :.
١٢٨٠٥- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَيْدٍ، صَادَهُ حَلاَلٌ أَيَأْكُلُهُ الْمُحْرِمُ ؟ قَالَ : فَأَفْتَاهُ هُوَ بِأَكْلِهِ، ثُمَّ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ، فَقَالَ : لَوْ أَفْتَيْتَهُمْ بِغَيْرِ هَذَا لأَوْجَعْتُ لَكَ رَأْسَكَ.
١٢٨٠٦- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ : نَزَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْعَرْجَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَأَهْدَى صَاحِبُ الْعَرْجِ لَهُ قَطًا، قَالَ : فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : كُلُوا فَإِنَّهُ إِنَّمَا اصْطِيدَ عَلَى اسْمِي قَالَ : فَأَكَلُوا، وَلَمْ يَأْكُلْ.


الصفحة التالية
Icon