ثُمَّ قَالُوا : يَا إِلَهَنَا، هَذَا فُلاَنٌ ابْنُ فُلاَنٍ، قَدْ أَرَدْنَا بِهِ كَذَا وَكَذَا، فَأَخْرِجِ الْحَقَّ فِيهِ. ثُمَّ يَقُولُونَ لِصَاحِبِ الْقِدَاحِ : اضْرِبْ، فَيَضْرِبُ، فَإِنْ خَرَجَ عَلَيْهِ مِنْكُمْ كَانَ وَسِيطًا، وَإِنْ خَرَجَ عَلَيْهِ : مِنْ غَيْرِكُمْ، كَانَ حَلِيفًا، وَإِنْ خَرَجَ : عليه مُلْصَقٌ، كَانَ عَلَى مَنْزِلَتِهِ مِنْهُمْ، لاَ نَسَبُ لَهُ وَلاَ حِلْفَ ؛ وَإِنْ خَرَجَ فِيهِ شَيْءٌ سِوَى هَذَا مِمَّا يَعْمَلُونَ بِهِ نَعَمْ عَمِلُوا بِهِ ؛ وَإِنْ خَرَجَ : لاَ، أَخَّرُوهُ عَامَهُمْ ذَلِكَ، حَتَّى يَأْتُوا بِهِ مَرَّةً أُخْرَى يَنْتَهُونَ فِي أُمُورِهِمْ إِلَى ذَلِكَ مِمَّا خَرَجَتْ بِهِ الْقِدَاحُ.
١١١٣٩- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ :﴿وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ﴾ يَعْنِي : الْقَدَحَ، كَانُوا يَسْتَقْسِمُونَ بِهَا فِي الأُمُورِ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿ذَلِكُمْ فِسْقٌ﴾
يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ :﴿ذَلِكُمْ﴾ هَذِهِ الأُمُورُ الَّتِي ذَكَرَهَا، وَذَلِكَ أَكْلُ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَسَائِرِ مَا ذُكِرَ فِي هَذِهِ الآيَةِ مِمَّا حَرَّمَ أَكْلَهُ. وَالاِسْتِقْسَامُ بِالأَزْلاَمِ. ﴿فِسْقٌ﴾ يَعْنِي : خُرُوجٌ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ إِلَى مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ، وَإِلَى مَعْصِيَتِهِ. كَمَا :.
١١١٤٠- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى : قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :﴿ذَلِكُمْ فِسْقٌ﴾ يَعْنِي : مَنْ أَكَلَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، فَهُوَ فِسْقٌ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ﴾ @