وَالأَدِلَّةُ الَّتِي نَصَبْتُهَا لَكُمْ عَلَى جَمِيعِ مَا بِكُمُ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ، فَأَتْمَمْتُ لَكُمْ جَمِيعَ ذَلِكَ، فَلاَ زِيَادَةَ فِيهِ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ. قَالُوا : وَكَانَ ذَلِكَ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، عَامَ حَجِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ. وَقَالُوا : لَمْ يَنْزِلْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ شَيْءٌ مِنَ الْفَرَائِضِ وَلاَ تَحْلِيلُ شَيْءٍ وَلاَ تَحْرِيمُهُ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعِشْ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ إِلاَّ إِحْدَى وَثَمَانِينَ لَيْلَةً.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :.
١١١٤٦- حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ :﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ وَهُوَ الإِسْلاَمُ، قَالَ : أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِيَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ قَدْ أَكْمَلَ لَهُمُ الإِيمَانَ فَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى زِيَادَةٍ أَبَدًا، وَقَدْ أَتَمَّهُ اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ فَلاَ يُنْقِصُهُ أَبَدًا، وَقَدْ رَضِيَهُ اللَّهُ فَلاَ يَسْخَطُهُ أَبَدًا.
١١١٤٧- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ :﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ هَذَا نَزَلَ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَلَمْ يَنْزِلِ بَعْدَهَا حَلاَلٌ وَلاَ حَرَامٌ، وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَاتَ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ : حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الْحَجَّةِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذْ تَجَلَّى لَهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمال رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَلَمْ تُطِقِ الرَّاحِلَةُ مِنْ ثَقَلِ مَا عَلَيْهَا مِنَ الْقُرْآنِ، فَبَرَكَتْ، فَأَتَيْتُهُ فَسَجَّيْتُ عَلَيْهِ بِرِدَاءٍ كَانَ عَلَيَّ.