ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
١٣٠٣٣- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ : يُوقَفُ الرَّجُلاَنِ بَعْدَ صَلاَتِهِمَا فِي دِينِهِمَا، فَيَحْلِفَانِ بِاللَّهِ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى، وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ، إِنَّا إِذَنْ لَمِنَ الآثِمِينَ، إِنَّ صَاحِبَكُمْ لَبِهَذَا أَوْصَى، وَإِنَّ هَذِهِ لَتَرِكَتُهُ، فَيَقُولُ لَهُمَا الإِمَامُ قَبْلَ أَنْ يَحْلِفَا : إِنَّكُمَا إِنْ كُنْتُمَا كَتَمْتُمَا أَوْ خُنْتُمَا فَضَحْتُكَمَا فِي قَوْمِكُمَا وَلَمْ أُجِزْ لَكُمَا شَهَادَةً وَعَاقَبْتُكُمَا. فَإِنْ قَالَ لَهُمَا ذَلِكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَخَافُوا اللَّهَ أَيُّهَا النَّاسُ، وَرَاقِبُوهُ فِي أَيْمَانِكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِهَا كَاذِبَةً، وَأَنْ تُذْهِبُوا بِهَا مَالَ مَنْ يَحْرُمُ عَلَيْكُمْ مَالُهُ، وَأَنْ تَخُونُوا مَنِ ائْتَمَنَكُمْ ﴿وَاسْمَعُوا﴾ يَقُولُ : اسْمَعُوا مَا يُقَالُ لَكُمْ وَمَا تُوعَظُونَ بِهِ، فَاعْمَلُوا بِهِ وَانْتَهُوا إِلَيْهِ ﴿وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ يَقُولُ : وَاللَّهُ لاَ يُوَفِّقُ مَنْ فَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ فَخَالَفَهُ وَأَطَاعَ الشَّيْطَانَ وَعَصَى رَبَّهُ.
وَكَانَ ابْنُ زَيْدٍ يَقُولُ : الْفَاسِقُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ : هُوَ الْكَاذِبُ.


الصفحة التالية
Icon