وَأَمَّا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ ﴿لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾ فَإِنَّهُ لاَ يَشُكُّ فِيهِ، يَقُولُ : فِي أَنَّ اللَّهَ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَيَحْشُرُكُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا، ثُمَّ يُؤْتَى كُلُّ عَامِلٍ مِنْكُمْ أَجْرَ مَا عَمِلَ مِنْ حَسَنٍ أَوْ سَيِّئٍ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾.
يَعْنِي تَعَالَى ذِكْرُهُ بِقَوْلِهِ :﴿الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ : الْعَادِلِينَ بِهِ الأَوْثَانَ وَالأَصْنَامَ، يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : لَيَجْمَعَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ، يَقُولُ : الَّذِينَ أَهْلَكُوا أَنْفُسَهُمْ وَغَبَنُوهَا بِادِّعَائِهِمْ لِلَّهِ النِّدَّ وَالْعَدِيلَ، فَأَبْقَوْهَا بِإِيجَابِهِمْ سَخَطَ اللَّهِ وَأَلِيمِ عِقَابِهِ فِي الْمَعَادِ.
وَأَصْلُ الْخَسَارِ : الْغَبْنُ، يُقَالُ مِنْهُ : خَسِرَ الرَّجُلُ فِي الْبَيْعِ : إِذَا غُبِنَ، كَمَا قَالَ الأَعْشَى :
لاَ يَأْخُذُ الرِّشْوَةَ فِي حُكْمِهِ | وَلاَ يُبَالِي خَسَرَ الْخَاسِرِ |