١٢٨٦٦- حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ وَأَحَلَّ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ :﴿عَفَا اللَّهُ عَنْهَا﴾ فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ : عَفَا اللَّهُ لَكُمْ عَنْ مَسْأَلَتِكُمْ عَنِ الأَشْيَاءِ الَّتِي سَأَلْتُمْ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَرِهَ اللَّهُ لَكُمْ مَسْأَلَتَكُمْ إِيَّاهُ عَنْهَا، أَنْ يُؤَاخِذَكُمْ بِهَا، أَوْ يُعَاقِبَكُمْ عَلَيْهَا، إِنْ عَرَفَ مِنْهَا تَوْبَتَكُمْ وِإِنَابَتَكُمْ. ﴿وَاللَّهُ غَفُورٌ﴾، يَقُولُ : وَاللَّهُ سَاتِرٌ ذُنُوبَ مَنْ تَابَ مِنْهَا، فَتَارِكٌ أَنْ يَفْضَحَهُ فِي الآخِرَةِ ﴿حَلِيمٌ﴾ أَنْ يُعَاقِبَهُ بِهَا لِتَغَمُّدِهِ التَّائِبَ مِنْهَا بِرَحْمَتِهِ وَعَفْوِهِ، عَنْ عُقُوبَتِهِ عَلَيْهَا.
وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ رُوِيَ الْخَبَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ آنِفًا.
١٢٨٦٧- وَذَلِكَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :﴿لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ﴾ إِنْ نَزَلَ الْقُرْآنُ فِيهَا بِتَغْلِيظٍ سَاءَكُمْ ذَلِكَ، وَلَكِنِ انْتَظَرُوا فَإِذَا نَزَلَ الْقُرْآنُ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَسْأَلُونَ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ وَجَدْتُمْ تِبْيَانَهُ.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :﴿قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ﴾.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : قَدْ سَأَلَ الآيَاتَ قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ : فَلَمَّا آتَاهُمُوهَا اللَّهُ أَصْبَحُوا بِهَا جَاحِدِينَ مُنْكِرِينَ أَنْ تَكُونَ دَلاَلَةً عَلَى حَقِيقَةِ مَا احْتَجَّ بِهَا عَلَيْهِمْ، وَبُرْهَانًا عَلَى صِحَّةِ مَا جُعِلَتْ بُرْهَانًا عَلَى تَصْحِيحِهِ، @


الصفحة التالية
Icon