قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : هَلْ تُنْتَجُ إِبِلُ قَوْمِكَ صِحَاحًا آذَانُهَا فَتَعْمَدَ إِلَى الْمُوسَى فَتَقْطَعُ آذَانَهَا فَتَقُولُ : هَذِهِ بُحُرٌ، وَتَشُقُّهَا أَوْ تَشُقُّ جُلُودَهَا فَتَقُولُ : هَذِهِ حُرُمٌ، فَتُحَرِّمُهَا عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ. قَالَ : فَإِنَّ مَا آتَاكَ اللَّهُ لَكَ حِلٌّ، وَسَاعِدُ اللَّهِ أَشَدُّ، وَمُوسَى اللَّهِ أَحَدُّ وَرُبَّمَا قَالَ : سَاعِدُ اللَّهِ أَشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ، وَمُوسَى اللَّهِ أَحَدُّ مِنْ مُوسَاكَ.
وَأَمَّا السَّائِبَةُ : فَإِنَّهَا الْمُسَيَّبَةُ الْمُخَلاَّةُ، وَكَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ يَفْعَلُ ذَلِكَ أَحَدُهُمْ بِبَعْضِ مَوَاشِيهِ، فَيُحَرِّمُ الاِنْتِفَاعَ بِهِ عَلَى نَفْسِهِ، كَمَا كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الإِسْلاَمِ يُعْتِقُ عَبْدَهُ سَائِبَةً فَلاَ يَنْتَفِعُ بِهِ وَلاَ بِوَلاَئِهِ.
وَأُخْرِجَتِ الْمُسَيَّبَةُ بِلَفْظِ السَّائِبَةِ، كَمَا قِيلَ : عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ، بِمَعْنَى : مُرْضِيَةٍ.
وَأَمَّا الْوَصِيلَةُ، فَإِنَّ الأُنْثَى مِنْ نَعَمِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَتْ إِذَا أَتْأَمَتْ بَطْنًا بِذَكَرٍ وَأُنْثَى، قِيلَ : قَدْ وَصَلَتِ الأُنْثَى أَخَاهَا، بِدَفْعِهَا عَنْهُ الذَّبْحَ، فَسَمَّوْهَا وَصِيلَةً.
وَأَمَّا الْحَامِي : فَإِنَّهُ الْفَحْلُ مِنَ النَّعَمِ يُحْمَى ظَهْرُهُ مِنَ الرُّكُوبِ وَالاِنْتِفَاعِ بِسَبَبِ تَتَابُعِ أَوْلاَدِ تَحْدُثُ مِنْ فِحْلَتِهِ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي صِفَاتِ الْمُسَمَّيَاتِ بِهَذِهِ الأَسْمَاءِ، وَمَا السَّبَبُ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ كَانَتْ تَفْعَلُ ذَلِكَ.