١٢٨٣٢- حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ : إِنَّمَا سُمِّيَتِ الْكَعْبَةَ لِتَرْبِيعِهَا.
وَقِيلَ ﴿قِيَامًا لِلنَّاسِ﴾ بِالْيَاءِ، وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ، لِكَسْرَةِ الْقَافِ وَهِيَ فَاءُ الْفِعْلِ، فَجُعِلَتِ الْعَيْنُ مِنْهُ بِالْكِسْرَةِ يَاءً، كَمَا قِيلَ فِي مَصْدَرِ :(قُمْتُ) قِيَامًا، وَ (صُمْتُ) صِيَامًا، فَحُوِّلَتِ الْعَيْنُ مِنَ الْفِعْلِ وَهِيَ وَاوٌ يَاءً لِكَسْرَةِ فَائِهِ، وَإِنَّمَا هُوَ فِي الأَصْلِ : قُمْتُ قِوَامًا، وَصُمْتُ صِوَامًا. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ :﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ﴾ فَحُوِّلَتْ وَاوُهَا يَاءً، إِذْ هِيَ (قِوَامٌ) وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ مِنْ كَلاَمِهِمْ مَقُولاً عَلَى أَصْلِهِ الَّذِي هُوَ أَصْلُهُ، قَالَ الرَّاجِزُ :
قِوَامُ دُنْيَا وَقِوَامُ دِينِ
فَجَاءَ بِهِ بِالْوَاوِ عَلَى أَصْلِهِ.
وَجَعَلَ تَعَالَى ذِكْرُهُ الْكَعْبَةَ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ قِوَامًا لِمَنْ كَانَ يَحْتَرِمُ ذَلِكَ مِنَ الْعَرَبِ وَيُعَظِّمُهُ، بِمَنْزِلَةِ الرَّئِيسِ الَّذِي يَقُومُ بِهِ أَمُرُ تَبَاعِهِ.
وَأَمَّا الْكَعْبَةُ فَالْحَرَمُ كُلُّهُ، وَسَمَّاهَا اللَّهُ تَعَالَى حَرَامًا لِتَحْرِيمِهِ إِيَّاهَا أَنْ يُصَادَ صَيْدُهَا، أَوْ يُخْتَلَى خَلاَهَا، أَوْ يُعْضَدَ شَجَرُهَا وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ بِشَوَاهِدِهِ فِيمَا مَضَى قَبْلُ.