اخْتَلَفَتِ الْقِرَاءَةُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الأَمْصَارِ : وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ بِإِضَافَةِ الشَّهَادَةِ إِلَى اللَّهِ، وَخَفْضِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى، يَعْنِي : لاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ عِنْدَنَا.
وَذُكِرَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهُ كَالَّذِي :
١٣٠٠٧- حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عَامِرٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ :﴿وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةً اللَّهِ، إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثِمِينَ﴾ بِقَطْعِ الأَلِفِ وَخَفْضِ اسْمِ اللَّهِ هَكَذَا حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ وَكِيعٍ.
وَكَأَنَّ الشَّعْبِيَّ وَجَّهَ مَعْنَى الْكَلاَمِ إِلَى أَنَّهُمَا يُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةً عِنْدَنَا، ثُمَّ ابْتَدَأَ يَمِينًا بِاسْتِفْهَامٍ بِاللَّهِ أَنَّهُمَا إِنِ اشْتَرِيَا بِأَيْمَانِهِمَا ثَمَنًا أَوْ كَتَمَا شَهَادَتَهُ عِنْدَهُمَا لَمِنَ الآثِمِينَ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ رِوَايَةٌ تُخَالِفُ هَذِهِ الرِّوَايَةَ وَذَلِكَ مَا :
١٣٠٠٨- حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الثَّعْلَبِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلاَّمٍ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُ قَرَأَ :(وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةً اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثِمِينَ).
قَالَ أَحْمَدُ : قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : تُنَوَّنُ ﴿شَهَادَةً﴾، وَيُخْفَضُ ﴿اللَّهِ﴾ عَلَى الاِتِّصَالِ.
قَالَ : وَقَدْ رَوَاهَا بَعْضُهُمْ بِقَطْعِ الأَلِفِ عَلَى الاِسْتِفْهَامِ. وَحِفْظِي أَنَا لِقِرَاءَةِ الشَّعْبِيِّ بِتَرْكِ الاِسْتِفْهَامِ.


الصفحة التالية
Icon