وقد نبَّه الإمام ابن تيمية إلى كذب الأحاديث المرفوعة التي فيها لفظ الرافضة (١)، لأن اسم الرافضة لم يعرف إلا في القرن الثاني، و هذا لا يكفي في الحكم بكذب الأحاديث، إذ لو صحت أسانيدها لكانت من باب الإخبار بما سيقع في المستقبل، ويكون قد أخبر الله تعالى نبيه ﷺ بما سيكون من ظهور الروافض، كما أوحى الله إليه بشأن ظهور فرقة الخوارج.
وفي كتب الشيعة: أن الله هو الذي سماهم بهذا الاسم، فقد جاء بعضهم إلى أبي عبد الله جعفر الصادق رضي الله عنه، فقالوا له:(إنا قد نُبِزنا نَبزًا أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا، واستحلت له الولاةُ دماءَنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: الرافضة؟ قالوا: نعم، فقال: لا والله ما هم سموكم. ولكن الله سماكم به) (٢).
ومن الطريف أنهم أرادوا تحسين اسم الرافضة الذي وصفهم به أهل السنة والشيعة الزيدية فوضعوا في ذلك خبرًا يبيّن أن أول من سُمِّي به سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى عليه السلام: ففي التفسير المنسوب إلى الإمام أبي الحسن العسكري (٣)
(٢) - الكافي: ( ٥/٣٤ )
(٣) - تفسير العسكري : ص ٣١٠ – ٣١٢