وفيه أيضًا عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله ( ع ): إنَّا أهل بيت صادقون، لا نخلو من كذاب يكذب علينا، فيسقط صدقُنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق البرية لهجة وكان مسيلمة يكذب عليه، وكان أمير المؤمنين (ع) أصدق من برء الله من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه- بما يفترى عليه من الكذب- عبد الله بن سبأ لعنه الله، وكان الحسين بن علي عليهما السلام قد ابتلى بالمختار ثم ذكر أبو عبد الله عليه السلام الحارثَ الشامي وبنان، كانا يكذبان على علي بن الحسين عليهما السلام، ثم ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعًا والسرى وأبا الخطاب ومعمرًا وبشارًا الأشعري وحمزة البربري وصائد النهدي، فقال: لعنهم الله، إنا لا نخلو من كذاب يكذب علينا أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤنة كل كذّاب وأذاقهم حر الحديد " (١)
وذكر المجلسي في بحار الأنوار: عن رجال الكشي- بسنده- عن هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول : كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي عليه السلام ويأخذ كتب أصحابه، و كان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي عليه السلام، ثم يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة، فكل ما كان في كتب أصحاب أبي عليه السلام من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم (٢).

(١) - جامع أحاديث الشيعة (١٣ / ٥٨٠) وبحار الأنوار (٢/٢١٧-٢١٨)
(٢) - بحار الأنوار (٢/٢٥٠)


الصفحة التالية
Icon