*واعلم أن أكثر من تعرض للكذب عليه، بل وللطعن والغمز واللمز- في كتب الشيعة- الإمامان محمّد الباقر وابنه جعفر الصادق رضي الله عنهما وعلى آبائهما، فقد نسبت إليهم أغلب المسائل كالقول بالتقية والمتعة واللواطة بالنساء وإعارة الفرج و.. و.. إلخ وهما بريئان من هذا كله. (١)

(١) - لله ثم للتاريخ: ص ٣٤
* تنبيه: أهل السنة يجلون ويوقرون الإمامين محمد الباقر وابنه جعفر الصادق فهما من علماء أهل السنة وأئمة السلف- ولا يدعون لهما العصمة فلا عصمة إلا للملائكة والنبيين- وكان من أقرانهما من هو أكثر منهما علمًا، وكانا أهلأً للخلافة رضي الله عنهما، وقد أخذ العلم الصحيح عنهما طائفة من علماء أهل السنة، وإليك نبذة مختصرة عنهما:
فالإمام الباقر هو محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، رضى الله عنهم، السيد القريشى الهاشمى المدنى: أبو جعفر، سمى بالباقر لأنه بقر العلم، أى شقه، ولد سنة ست وخمسين، وأمه أم عبد الله بنت حسن بن على بن أبى طالب. ، وهو تابعى جليل، إمام، بارع، مجمع على جلالته، معدود فى فقهاء المدينة وأئمتهم، سمع جابرًا، وأنسًا، وسمع جماعات من كبار التابعين كابن المسيب، ومحمد بن الحنفية، وغيرهما.
روى عنه أبو إسحاق السبيعى، وعطاء بن أبى رباح، وعمرو بن دينار، والأعرج، وهو أسن منه، والزهرى، وربيعة، وخلائق آخرون من التابعين وكبار الأئمة. وروى له البخارى ومسلم وأصحاب السنن وغيرهم توفى سنة أربع عشرة ومائة. وهو ابن ثلاث وسبعين. أنظر ترجمته في طبقات ابن سعد (٥/٣٢٠ - ٣٢٤)، وتاريخ ابن معين (٢/٥٣١)، والتاريخ الكبير (١/١٨٣)، وحلية الأولياء (٣/١٨٠ - ١٩٢)، وربيع الأبرار (٤/٣٢٨)، وصفة الصفوة (٢/١٠٨ - ١١٢)، وتذكرة الحفاظ (١/١٢٤، ١٢٥)، وسير أعلام النبلاء (٤/٤٠١ - ٤٠٩) برقم (١٥٨)، والبداية والنهاية (٩/٣٠٩ - ٣١٢)، والوافى بالوفيات (٤/١٠٢، ١٠٣) وغيرذلك.
والإمام أبو عبد الله جعفر الصادق : هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بالصادق هو فقيه حجَّة. أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ولذلك كان يقول: ولدني أبو بكر مرتين.
وروى عن أبيه والزهري ونافع وابن المنكدر وعطاء بن أبي رباح. وروى عنه ابنه موسى الكاظم والسُّفيانان: الثوري وابن عيينة وأيضًا شعبة ويحيى القطان و الإمام مالك وآخرون ولد سنة ثمانين ومات سنة ثمان وأربعين ومائة.
وقال الذهبي رحمه الله في "السير" (٦/٢٥٥): " الإِمَامُ، الصَّادِقُ، شَيْخُ بَنِي هَاشِمٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، العَلَوِيُّ، النَّبَوِيُّ، المَدَنِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ. وكان يغضب من الرافضة، ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر ظاهراً وباطناً، هذا لا ريب فيه، ولكن الرافضة قوم جهلة قد هوى بهم الهوى في الهاوية، فبعداً لهم" أ. هـ.
ومن أراد المزيد فعليه بالرجوع إلى السير"، و"تهذيب التهذيب ( ٢/١٠٣-١٠٥ ) والوافي بالوفيات(٤/٢٧-٢٨) وشذرات الذهب" (١/٢٠). وغيرها. والله الموفق.


الصفحة التالية
Icon