وزعمت أيضاً كتب الشيعة أن أبا جعفر قال: يا قتادة، أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال: هكذا يزعمون، فقال أبو جعفر - رضي الله عنه -: "بلغني أنك تفسر القرآن؟ فقال له قتادة: نعم - إلى أن قال:- ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به" (١)
وقال الفيض الكاشاني في مقدمة تفسيره: المقدمة الثانية:(في نبذ مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت عليهم السلام) :
روي في الكافي بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي (٢) قال سمعت أمير المؤمنين يقول:- وساق الحديث إلى أن قال : ما نزلت آية على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلا أقرأنيها وأملاها عليّ فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعا الله لي أن يعلمني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب الله ولا علمًا أملاه عليّ فكتبته منذ دعا لي بما دعا، وما ترك شيئا علمه الله من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي كان أو يكون ولا كتاب منزل على أحدٍ قبله من طاعة أو معصية إلا علمنيه، وحفظته فلم أنس منه حرفًا واحدًا ثم وضع يده على صدري ودعا الله أن يملأ قلبي علمًا وفهمًا وحكمة ونورًا. فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي مذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس شيئا ولم يفتني شيء لم أكتبه أو تتخوف عليّ النسيان فيما بعد. فقال : لست أتخوف عليك نسيانًا ولا جهلا.
ورواه العياشي في تفسيره والصدوق في إكمال الدين بتفاوت يسير في ألفاظه.
وزيد في آخره :

(١) - الكافي، كتاب الروضة: (٨/٣١٢) وسائل الشيعة: (١٨/١٣٦)، تفسير الصافي: (١/٢١-٢٢)، البرهان في تفسير القرآن: (١/١٨)، بحار الأنوار (٢٤/٢٣٧-٢٣٨ )
(٢) - لا يعني سكوتي عن أحاديثهم أو إيرادها أنها صحيحة، كلا، فهم قلَّما يسلم لهم إسناد ولو تتبعنا ذلك لطال الأمر، ولكني أنقل كلامهم كما هو.


الصفحة التالية
Icon