وذلك عن طريق الكتابة والنقش. فقد كان لرسول الله كتابٌ للوحي كلما نزل شيء من القرآن أمرهم بكتابته، مبالغة في تسجيله وتقييده، وزيادةً في التوثيق والضبط، حتى تؤيد الكتابةُ الحفظ، ويعضد المسطورُ ما حفظ في الصدور، ومن كتاب الوحي للرسول ﷺ : الخلفاء الراشدين الأربعة، وزيد بن ثابت وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، ومعاوية بن أبي سفيان. وغيرهم من الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم أجمعين. وكان من الصحابة من يكتب ما نزل من القرآن في مصحف لنفسه كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما. وفي الصحيحين وغيرهما (١) عن قتادة عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ: أُبَيٌّ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو زَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، قُلْتُ لِأَنَسٍ مَنْ أَبُو زَيْدٍ؟ قَالَ: أَحَدُ عُمُومَتِي".

(١) - رواه أحمد(١٣٩٧٢) والبخاري(٣٥٩٩) ومسلم (٢٤٦٥)والترمذي(٣٧٩٤) وابن حبان(٧١٣٠) وغيرهم.


الصفحة التالية
Icon