وفي صحيح مسلم(٨٢١) وغيره عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَقَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، ثُمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، فَقَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا ". (١)
وهذه الأحرف السبعة التي سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربَّه القراءة بها للتخفيف على أمته، لا تعني القراءات السبعة المتواترة المذكورة أعلاه، كما قد يتوهم البعض، وإنما هي أعم منها فتشمل كل القراءات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء كانت من القراءات السبعة أو العشرة أو غيرها.
الثانية : أركان القراءة الصحيحة:

(١) - وفي كتب الشيعة مثل هذه الرواية: كما في كتاب الخصال للشيخ الصدوق( ص: ٣٥٨ )، وخاتمة المستدرك للميرزا النوري (١/٣٤٧) وبحار الأنوار(٨٢/٦٥). وعندهم-أيضًا- من الروايات ما يكذب ذلك ويبين أن القرآن أنزل على وجه واحد. وهذه سمة غالبة لروايات الشيعة الإمامية تراها متناقضة.


الصفحة التالية
Icon