طبعاً قالت الملائكة كلمة واحدة قالت له أنت مصيبتك في كلمة لِمَ ليس لعبدٍ أن يقول لربه الله عز وجل لِمَ، إياك أن تقول لِمَ؟ الجندي الصالح لا يقول لقائده لِمَ؟ والمواطن الصالح لا يقول لرئيسه لِمَ؟ وخاصة أنهم يعرفون أن رئيسهم أو ملكهم أو قائدهم في غاية الإخلاص في غاية الوطنية في غاية القدرة في غاية حب الشعب في غاية الإنعام فلا بد أن يكون له سر وأنت في كل حركة ستسأل لم؟ أين أنت؟ مفروض أنت تنفذ ثم تسأل عن الحكمة هذا من حقك أما تقول لا أنا ما أفعل أنت رددت الأمر على الآمر.
أنها أولاء أضيف إليها هاء التنبيه لأمرٍ ما كبقية حروف الإشارة فلماذا رب العالمين خاطب المسلمين مرة بقوله ها أنتم أولاء ومرة خاطب ها أنتم هؤلاء؟ ونفس النسق نفس الآية نفس الموضوع فما الفرق؟ يقول أصحاب الذوق في اللغة هناك لغة وهناك ذوق في اللغة كل الناس تعرف لغة لكن كم واحد شاعر عنده ذوق في اللغة بحيث ينظم هذا البيت ويقولون أكمل العقول عقول الشعراء هذا الذي يستطيع أن يصوغ هذا الكلام الجميل الموزون المقفى مئات الأبيات على وزن واحد هذه لا يفعلها إلا عقل كامل وبالتالي أصحاب ذوق اللغة عندنا أصحاب لغة وأصحاب نحو وأصحاب صرف وأصحاب فقه لغة وأصحاب بلاغة وأصحاب بيان وأصحاب بديع أنواع هذا العلم الذي نحن فيها الآن في هذا البرنامج المتشابه من القرآن الكريم هذا ليس لغة وإنما الذوق في اللغة وإلا كل المفسرين قالوا (ها) حرف تنبيه وانتهينا. اسم إشارة أولاء اسم إشارة و(ها) حرف تنبيه مثل هذا وهذه والخ ما زادوا عن هذا. أصحاب الذوق الحاسة كلنا نعرف أن هذا ذهب امرأة تلبس سواراً أصفر يعني ذهب كلنا نعرف كم واحد يعرف هذا نوع الذهب؟ معيار الذهب؟ كم غرام؟ من أي نوع؟ من أي فصيلة؟ والذهب أنواع كثيرة. هذه الزوالي التي في الأرض السجاد الإيراني عالم غريب نحن كلنا نرى هذه سجادة هذه السجادة فصائل وعشائر وأنواع أقسام وفروع هذا يعرفها أصحاب الذوق أصحاب الجمال.
الدلالة فيها انقياد لكن السؤال يبقى لماذا قال هنا في آية لقمان (إلى)؟ السياق يحدد، قبل هذه الآية قال (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (٢١)) الإتباع أن يسير المتبِع خلف المتبَع كأنما يسلم أمره إليه وذاك يسلم قياده إلى الله، هذا أسلم قياده إلى الشيطان اتّبعه وأي واحد اتبع أحداً يسلم قياده إليه وهذا أسلم قياده ووجهه إلى الله، ذاك يقوده الشيطان وهذا أسلم قياده إلى الله، هذا أمر. أسلم إليه بمعنى فوض أمره إليه وانقاد ولو قرأنا الآية (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) الإنسان لماذا يفوض أمره إلى الله؟ في حال الشدائد يفوض أمره إلى الله فقال ربنا تعالى (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) هذا الذي يفوض أمره إلى الله لا تناله الشدائد فقد استمسك بالعروة الوثقى، العروة الوثقى تعصمه من الشدائد وهي إسلام وجهه إلى الله، ثم قال النتيجة ماذا يحدث من عاقبة الأمور؟ فوضت أمرك إلى الله في الشدائد ولكن ماذا سيحصل (إلى الله عاقبة الأمور). إذن (من يسلم وجهه إلى الله) اقتضى هذا التعبير أمران: اقتضى الاتباع ما قبله لأنهم قالوا (بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا) بإزاء أولئك (ومن يسلم وجهه إلى الله)، بالمعنى الآخر (وأفوض أمري إلى الله) بمعنى التفويض والتوكل عليه يأتي (فقد استمسك بالعروة الوثقى) أيضاً يقتضي الاسلام إلى الله وهو تفويض الأمر إلى الله، بهذا المعنى فقد استمسك بالعروة الوثقى وبالمعنى الآخر أسلم قياده إلى الله بإزاء أولئك الذين اتبعوا الشيطان. فإذن أسلم وجهه إلى الله يقتضيها التعبير من كل ناحية.
حقيقة هم يقولون لما نأتي إلى معجمات اللغة أي معجم يعني من اللسان إلى الصحاح الواسعة والموجزة يقول لك: الجدث القبر فالأجداث القبور. لكن السؤال لماذا استعمل القرآن الأجداث هنا ولم يستعمل القبور؟ صحيح الأجداث هي القبور لكن نريد أن نعرف حقيقة كان بإمكان القرآن أن يقول (يخرجون من القبور) بدل ما يقولون (من الأجداث) طبعاً علماء اللغة يقولون القبر عام عند العرب كلمة قد يستعملها قبائل اليمن قبائل العرب وما بينهما وقبائل الشام. أما الجدث فالأصل فيه أنه لهذيل. هذيل قبيلة في وسط الجزيرة يعني من القبائل التي اُخِذ منها العربية وتميم أيضاً في وسط الجزيرة لكن الفرق أن الهُذلي يقول جدث بالثاء والتميمي يوقل حدف بالفاء. لاحظ تقارب الثاء والفاء، قريش أخذت من هذيل وصارت تستعملها ونزل القرآن بها. هؤلاء الذين في وسط الصحراء أرضهم رملية فتخيل عندما ينشق القبر تتشقق هذه القبور وكلها رمال ماذا سيكون؟ سيكون نوع من طيران الرمال في الجو لتشققها هذا يتناسب مع صوت الثاء بما فيه من نفث. لما نقول جدث وأجداث الثاء فيه نفخ بخلاف قبر وقبور فيها شدة، فيها حركة لكن فيها شدة ليس فيها هذه الضوضاء ولذلك لم يستعمل الأجداث إلا في بيان مشاهد يوم القيامة بينما كلمة قبر وقبور استعملت في الدنيا والآخرة (إذا القبور بعثرت) يعني ما صوّر لنا الصورة. لاحظ الصور أنا جمعت الآيات الثلاث: هي في ثلاثة مواضع وكلها في الكلام على النشور يوم القيامة وعلى الخروج من القبور أو من الأجداث،
الآية الأولى (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١) يس): يعني جماعات جماعات أفواج ينسلون يتجهون يسرعون في الخروج.
الآية الثانية (خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (٧) القمر): ايضاً يوم القيامة وأيضاً فيه هذا الانتشار وسرعة الحركة للجراد كأنهم جراد منتشر.
مردّ الأمور جميعاً هي إلى الله سبحانه وتعالى. وأنت تقدم أسباب الوصول إلى الحسنة ويقدم الإنسان أسباب الوصول إلى السيئة ولا يكون وصوله إلى الحسنة إلا بأمر الله سبحانه وتعالى ولا يكون وصوله إلى السيئة إلا بأمر الله سبحانه وتعالى. شخص موظف في دائرة يقدم طلبه فلا ينفذ إلا أن يوافق مديره ولله المثل الأعلى الإنسان يقدم الأسباب ويتخذها. الطريق الموصل إلى الخير والطريق الموصل إلى الشر من الله تعالى مكّن الإنسان من أن يختار (وهديناه النجدين) أحد العلماء يبسط المسألة فيقول الله سبحانه وتعالى إذا شاء هدى، إذا شاء أن يجعلك مهتدياً له ذلك لأنه لا يُسأل عما يفعل في ملكه ولله المثل الأعلى الإنسان لا يُسأل عما يفعل في ملكه، والكون كله ملك الله سبحانه وتعالى ولذلك (لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون) فهو قادر على أن يهدي الجميع وقادر على أن يضل الجميع ولا يُسأل وقادر على أن يجعلك تختار طريقك ولا يُسألأ. حينما يجعلك تختار طريقك هو شاء لك أن تختار أو أنت صارت لك مشيئة من ذاتك؟ الله يشاء (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) لا تكون لك مشيئة وإلا يكون كالملائكة أو الشياطين، الشياطين لا مجال للهداية فيهم والملائكة لا مجال للضلالة لهم وشاء الله عز وجل لهذا الإنسان أن ينظر في الطريقين وفق ما يبيّنه الله سبحانه وتعالى من لطفه وكرمه وإلا المفروض أن العقل يوصله، مع ذلك أرسل الرسل ومعهم الكتب وبيّن طريق الهداية وطريق الضلال. فإذن الإنسان فيما يسلك طريقاً هو في الأصل في خانة مشيئة الله سبحانه وتعالى التي جعلت لك المشيئة أن تختار. أنت ما كنت تستطيع أن تكون ذا مشيئة لولا أن الله تعالى شاء لك أن تكون ذا مشيئة ولا تصل إلا ما تريد إلا برضى الله تعالى فأنت ضمن المشيئة.
طبعاً هو جمع الذين آمنوا يعني المسلمون واليهود والنصارى والصابئين والصابئون هؤلاء من أتباع الأنبياء ولو أن الصابئين تغيروا قليلاً إلى حدٍ ما أكثر من الجميع لماذا رب العالمين رفعها؟ رفعها كما يقول أحد المفسرين طاهر بن عاشور رضي الله تعالى عنه وهو مفسر عظيم يقول عن صابئون لأنهم فعلاً ربما لما نزل قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ) ناس قالوا صابئين؟ كيف تجعلون الصابئين مع الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى هؤلاء ثلاثة من الأديان الرئيسية وهؤلاء رسل حقيقيون والخ؟ هؤلاء الصابئة تغيروا راحوا اندثروا، الله قال والصابئون كذلك فالصابئون مبتدأ وخبرها محذوف تقديره كذلك. إذاً معنى الصابئون لكي يلفت النظر إلى أن من أنكر على أن يكون الصابئون مع الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى رب العالمين قال لك لأ هو معهم كذلك فلا ينبغي أن تعجب (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِونَ) كذلك هذا جوابٌ لمن عنده اعتراض على الصابئين قال لك هؤلاء في يوم من الأيام كانوا أبتاع نبي وهم موحدون وعندهم خرافات ووثنيات طبعاً الصابئون ليسوا نوعاً واحداً حقيقة هم عدة أنواع وأفضلهم الصابئة المندائيون هؤلاء يصلون ويصومون وعندهم نبي ولكن عندهم بعض الأشياء انحرفوا إليها كالتعميد في الماء وما شابه يعني ابتعدوا عن سمت الديانات السماوية.
ولذلك قال المفسرون في قوله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (٢٤) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٢٥) السجدة) قالوا الفصل بين الأنبياء وأممهم وبين المؤمنين والمشركين. فإذن الفصل حكم لكن فيه بَوْن كل جهة تذهب إلى مكان لذا قال في سورة ص (خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ (٢٢)) هذا حكم قضاء.
آية (١٦٥):
*ما اللمسة البيانية في ذكر وحذف (في) في الآيتين (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ (١٦٥) الأنعام) و (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ (٣٩) فاطر)؟(د. فاضل السامرائى)
فحينئذٍ أنبيائهم واحد تلو الآخر بدأوا يحثونهم (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) عن طرق أنبيائهم رب العالمين عندما قال (قُلْنَا) لما كان سيدنا موسى موجوداً، على لسان سيدنا موسى ثم على لسان الأنبياء يا جماعة ألم يقل رب العالمين ادخلوا؟ ادخلوا وكما تعرفون القصة (إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا ﴿٢٢﴾ المائدة) يعني القرآن وضّح هذا من كثرة تكرار الأنبياء لهم بعد سيدنا موسى قال (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) إذاً في زمن سيدنا موسى رب العالمين هو الذي قال، بعد سيدنا موسى محاولات أخرى جادة من أنبيائهم ضد لجاجات بني إسرائيل ادخلوا ادخلوا ادخلوا إذاً هذا الفرق بين (وَإِذْ قُلْنَا) نحن الله و (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) قال لهم أنبيائهم مثل يوشع وذا النون الخ من بقية الأنبياء. هذا الفرق بين الآيتين لما رب العالمين قال (وَإِذْ قُلْنَا) أنت ستفهم أن هذا في زمن سيدنا موسى عندما قال الله ذلك، بعد سيدنا موسى جاء أنبياء آخرون يقولون يا جماعة ألم يقل لكم رب العالمين ادخلوا؟ ادخلوا (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) عن طريق أنبيائهم. إذاً هي هذه الفعل من الماضي قال قلنا وقيل معلوم مجهول رسم لقطة لا يمكن فهمها إلا بهذه الطريقة هذه (وَإِذْ قُلْنَا) و (وَإِذْ قِيلَ).
وتسمى سورة (لم يكن) وهي سورة مدنية وتتحدث عن موقف أهل الكتاب من رسالة محمد - ﷺ - (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البيّنة* رسول من الله يتلوا صحفاً مطهرة* فيها كتب قيّمة) وتتحدث عن موضوع إخلاص العبادة لله تعالى الذي هو لبّ العقيدة والدين وهذا هدف أساسي من الأهداف التي وردت في السور السابقة من القرآن ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة) ثم تناولت السورة مصير السعداء (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة) ومصير الأشقياء في الآخرة (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية).
**من اللمسات البيانية فى السورة**
*ما الفرق بين (أوتوا الكتاب) و (آتيناهم الكتاب)؟(د. فاضل السامرائى)
نقدر عليه) أي نضيّق عليه، حتى في قصة ذي النون (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) الأنبياء) هو هنا في هذا المكان لم يجد أذناً صاغية ولم يجد من يستجب له قال أذهب إلى مكان آخر والله تعالى يوسّع عليّ في مكان آخر (لن نقدر عليه) أي لن نضيّق عليه، هناك متسع وهذا اجتهاد من ذي النون قال أذهب إلى مكان آخر فيه متسع والله تعالى لن يضيّق عليّ لكنه لم يخرج بإذن ربه ولكنه اجتهاد من تلقاء نفسه لذا قال تعالى (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢) الصافات) مليم أي أتى ما يُلام عليه، ملوم يُلام لكن مليم أتى فعلاً يُلام عليه، لماذا خرجت من دون إذن؟ لذا قال (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ولذا قيل للرسول - ﷺ - (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (٤٨) القلم). إذن نقدر يعني نضيّق.
*ما المقصود بالكفار في الآية (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا)؟
المفسرون ذهبوا إلى أمرين في تفسير الكفار قسم يقول الكافرون بالله الجاحدون لأن هؤلاء هم الذين يغترّون بالدنيا وقسم قال هم الزُرّاع لأنها من كَفَر البذرة أي سترها في الأرض وأصل كفر في اللغة ستر ومنه الكفر أي ستر الفطرة المؤمنة لأن رب العالمين سبحانه وتعالى خلق الناس فطرتهم مؤمنة. فإذن المفسرون قسم من قال الكفار هم الزُرّاع وقسم يقول هم الجاحدون وأنا يترجّح عندي أنهم الكفار الذين يكفرون بالله وآياته لأنهم يغترّون بالدنيا وقد يكون المعنيان مقصودان وليس هناك مانع أن يعجب هؤلاء ويعجب هؤلاء.