* ما الفرق بين قوله تعالى (وواعدنا موسى أربعين ليلة) وقوله (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر)؟
د. فاضل السامرائى:
قال تعالى في سورة البقرة (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ﴿٥١﴾) وقال في سورة الأعراف (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴿١٤٢﴾) آية فيها إجمال وآية فيها تفصيل لكن لماذا الإجمال في موضع والتفصيل في موضع آخر؟ لو عدنا إلى سياق سورة البقرة نجد أنه ورد فيها هذه الآية فقط في هذا المجال بينما في المشهد نفسه في سورة الأعراف فيه تفصيل كبير من قوله تعالى (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴿١٤٢﴾) إلى قوله (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴿١٤٥﴾) الكلام طويل والقصة والأحداث في المواعدة مفصلة أكثر في الأعراف ولم تذكر في البقرة لأن المسألة في البقرة فيها إيجاز فناسب التفصيل في سورة الأعراف والإيجاز في سورة البقرة لذا جاء في الأعراف أن موسى - عليه السلام - صام ثلاثين يوماً ثم أفطر فقال تعالى صم فصام عشرة أيام أخرى أما في سورة البقرة فجاءت على سبيل الإجمال (أربعين يوماً).
د. أحمد الكبيسى:
هذا الرباني، الربيون وهذه كلمة فصيحة لا ينطقها إلا شعب الإمارات حسب علمي. حينئذ الربيون العلماء بالأجناس والسياسة هؤلاء أركان الدولة (رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) ناس عندهم خبرة بالسياسة والاجتماع والاقتصاد وسياسة الأمة يعني الملأ الأعلى الذي يدير الدولة هؤلاء إذا قاتلوا مع نبيهم أو مع رئيسهم أو مع ملكهم أو مع شيخهم النصر حليفهم لأنهم مستشارون كما استشار النبي - ﷺ - أصحابه في كل شيء (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ (١٥٩) آل عمران) حتى لو أدرك أن مشورتهم خطأ كما فعل في أُحد شاورهم فأعطوه رأياً هو خطأ لكنه قال ما دام أنتم متفقون عليه وفعلاً انكسروا كما تعرفون والنبي اشار عليهم مشورة أخرى. إذن الربيون كالعلماء الربانيون من حيث العمق والرسوخ في العلم لكن الربانيون في علوم الآخرة والربيون خبراء علوم الدنيا والسياسة وإدارة المال والشعوب (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (١٤٦) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (١٤٧) آل عمران) إذن الربيون قريب من الربانيين لكن الربانيون درّبهم شيخ على معرفة الله والربيون علماء درّبهم آباؤهم على أن يكونوا من الهيئة الحاكمة القائدة عسكرياً وسياسياً وحرباً وسلماً هؤلاء هو الربيون.
*ما الفرق بين الكتاب والحُكم والنبوة؟(الشيخ خالد الجندي)
ولهذا فلا بد أن يكون الفعل في الآية الأولى مبني على الفتح لأنه مُسند إلى اسم ظاهر (ليقولَّن) والثاني مُسند إلى واو الجماعة (ليقولُنّ) مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين. أصل الفعل يقولون مرفوع بثبات النون وعندما جاءت نون التوكيد الثقيلة يصبح عندنا ٣ نونات ويصبح هذا كثيراً فيحذفون نون الرفع وتبقى نون التوكيد واللام لام الفعل.
وفي الآية الأولى اللام في (ليقولنّ) واقعة في جواب القسم. (لئن) اللام موطّئة للقسم و(إن) الشرطية و(لئن) قسم. واللام في الاثبات لا بد أن تأتي في الجواب (حتى يكون الفعل مثبتاً). فإذا قلنا لئن سألتهم من خلق السموات والأرض يقولون يُصبح الفعل منفيّاً. في جواب القسم إذا أجبنا القسم بفعل مضارع إذا كان الفعل مثبتاً فلا بد من أن نأتي باللام سواء معه نون أو لم يكن معه نون كأن نقول "والله لأذهب الآن، أو والله لأذهبنّ" فلو حُذفت اللام فتعني النفي قطعاً فّإذا قلنا والله أذهب معناها لا أذهب كما في قوله تعالى في سورة يوسف (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (٨٥)) بمعنى لا تفتأ. فمتى أجبت القسم بالفعل المضارع ولم تأت باللام فهو نفي قطعاً كما في هذه الأبيات:
رأيت الخمر صالحة وفيها مناقب تُفسد الرجل الكريما
فلا والله أشربها حياتي ولا أشفي بها أبداً سقيما
وكذلك:
آليت حَبَّ العراق الدهر أطعمه والحَبُّ يأكله في القرية السوس
فالقاعدة تقول أن اللام في جواب القسم دلالة على إثبات الفعل.
*قال تعالى (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) ما دلالة الحمد لله في الآية الكريمة؟
العلماء يقولون حالات الموجودات هذه إما أن تكون فاعلة والفاعل غير المنفعل هو الله سبحانه وتعالى يعل ولا يقع عليه فعلٌ جلّت قدرته، هو الله تعالى. العوالم الأخرى كالإنس والجن والملائكة فاعلة من جهة ومنفعلة من جهة: الله سبحانه وتعالى يفعل فيها ما يشاء وهي تفعل هذه الأفعال الظاهرة. والجمادات منفعلة غير فاعلة. فالأشياء المنفعلة غير الفاعلة العرب تشير إليها بالتأنيث. ويقول بعض العلماء عندنا الذكر والأنثى وفي غالب المحلوقات الأنثى أضعف من الذكر حتى يقولون الحديد الليّن يسموه حديد أنيث أي مؤنث والبعض في العامية يسميه مخنث. فالشيء الضعيف يشيرون إليه بالتأنيث. فالقرآن الكريم على طريقتهم (إن يدعون من دونه إلا إناثا) أشياء صغيرة لا تستطيع أن تقدم لهم شيئاً، هذا قول. والقول الثاني على اللفظ أن أكثر أصنامهم أسماؤها على التأنيث: اللات والعزى ومنات وعندهم هُبَلأ مذكر. جمهور العلماء المفسرون يميلون إلى القول الأول أن العربي إذا أراد أن يشير إلى أمر بالضعف يشير إليه بالتأنيث، هذه لغة العرب.
نقرأ الآية التي فيها ألفينا والتي فيها وجدنا (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ (١٧٠) البقرة) وفي الأخرى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (٢١) لقمان) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ (١٠٤) المائدة). آية ألفينا وآيتين وجدنا. في القرآن الكريم لم يرد الفعل ألفى إلا فيما هو مشاهد محسوس ولذلك قال بعض النحاة أنه ليس من أفعال القلوب، قسم يدخلوه في أفعال القلوب وقسم يقولون لا ليس من أفعال القلوب وإنما في الأفعال المحسوسة المشاهدة. أفعال القلوب قلبية يستشعر بها. وهي فعلاً في القرآن لم ترد إلا مشاهدة. في هذه الآيات في القرآن (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ (٦٩) الصافات) (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ (٢٥) يوسف) (بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا (١٧٠) البقرة). (
فإذن في كلمة (خذ العفو) – ونحن سنتكلم بإيجاز لأن المفسرين يفيضون فيها – خذ العفو أي خذ خُلُقاً لنفسك وخُذ خُلُقاً لغيرك على ما يبدو منهم ما لم يكن مخالفة شرعية باعتبار أن من معاني العفو هو هذا الذي يطفو على السطح، يظهر.
ثم قال: (وأمُر بالعرف): العُرف هو كل ما تعارف عليه الناس مما لا يحتاج إلى إثبات وجدل. يعني الناس تعارفوا أن الكرم محمدة وأن البخل مذمّة، تعارف الناس على ذلك ولا يحتاج إلى مناظرة فلسفية ومناقشة كيف أن الكرم يكون محمدة ويقولون الكرم فيه تبذير! فتجد أفراداً من المجتمع والمجتمع لا يعرف لهم ما يفعلون، يعني لا يقرّهم على ما يفعلون ويسميهم بخلاء ولا يسميهم حكماء في مالهم. يعني الإنسان الذي يبخل على نفسه علماً أن الله تعالى يحب أن يرى آثار نعمته على عبده، الله سبحانع وتعالى أنعم عليه ثم هو لا يأكل ولا يُطعِم أهله إلا أسوأ ما يكون. فهؤلاء قِلّة. الذي جرى عليه العرف أن هناك قيماً متعارفاً عليها سواء كان من حيث الخير أو من حيث الشر. فيُطلب من الرسول - ﷺ - ومن أتباعه لأن الله سبحانه وتعالى يقول (قل هذه سبيلي أدعو الله على بصيرة أنا ومن اتتعني) أتباع الرسول - ﷺ - ملزمون بما أُمِر به - ﷺ -. الأمر بالعرف لأنه في بعض الأحيان يكون هناك تهاون من بعض الأشخاص مما تعارف عليه الجمهور عند ذلك ينبغي أن تأمر به والساكت عن الحق شيطان أخرس إنما في إطار ما أوضحه الحديث الشريف في مواطن أخرى: "من رأى منكم منكراً فليغيّره" منكراً أي ليس معروفاً لأن العُرف غير النُكر.
*سؤال: إذا تعورف - كما في بلاد الغرب - هناك فواحش تظهر في المجتمع ويُقِرّها العُرف هناك وليس الشريعة الإسلامية فهل يؤمر بهذا العرف؟ أم أيضاً في سياقات الشريعة الإسلامية؟
*في آية سورة العصر ذكر التواصي وفي سورة التين لم يذكر التواصي (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فما دلالة هذا؟السامرائى
في سورة التين فيما ينجي من دركات النار فقال (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (٥) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (٦)) هذا يكفي للخروج من دركات النار. هذا الحد الأدنى الذي يخرجه من دركات النار ويدخله الجنة لكن لا ينجيه من خُسر. كان ممكن أن يحصل عليه أكثر. هذا إن ترك شيئاً خسر شيئاً قطعاً إن ترك التواصي بالحق أو خسر التواصي بالصبر خسر شيئاً فالتواصي فيه حسنة إذن تركه فيه خُسر. في سورة التين ذكر الحد الأدنى الذي ينجيه من النار ويدخله الجنة، ما الذي ينجي من أسفل سافلين؟ الإيمان والعمل الصالح فليس هناك حاجة للتواصي.
*ما سبب رفع (اللهُ) فى قوله تعالى(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (٨) التين) ؟
لا يمكن أن يكون خبر ليس مقدماً لوجود الباء الزائدة والباء في خبر ليس تزاد في الخبر ولا تزاد في الإسم، في خبر ليس وفي خبر كان المنفية وتزاد في الأخبار ولا تزاد في الإسم (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (٨) التين) (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ (٣٦) الزمر) (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا (١٨٩))حتماً لا بد أن يقول اللهُ ولا يصح أن يقول اللهَ لأن الباء تلحق بخبر ليس ولا تلحق إسمها قطعاً وإنما تلحق الخبر فقط فإذن تعيّن ذكر الباء في هذا الموضع أن يكون الله إسمها مرفوعاً.
***التناسب بين سورتى التين والعلق***
البينات هي المعجزات الظاهرة التي أوتيها الرسل والدلائل والحجج التي تدل على النبوّة مثل عصا موسى وناقة صالح وإبراء عيسى للأكمه والأبرص هذه هي البينات وهي جمع بينة. وذكر معها الكتاب والميزان فقدم البينة على الكتاب لأنها سبيل للإيمان به والتصديق، البينة أي المعجزة هي السبيل للإيمان وإلا كل واحد يدّعي أنه عنده كتاب أو جاءه كتاب، إذن ينبغي أن تكون هناك بينة تصدق هذا المرسَل وتصدق ما جاء منه من كتاب. إذن البينة تسبق الكتاب. والكتاب أسبق من الميزان لأن الكتاب فيه الميزان لأن الميزان هو كل ما يتميز به الحق من الباطل والعدل من الظلم وكل ما يتعلق بأمور الشرع هذه تكون في الكتاب. الكتاب يتضمن الميزان لأن فيه كل ما يتعلق بالحقوق والميزان للحقوق. والميزان هو الآلة المعروفة. الكتاب والميزان هو كل ما يتميز به الحق من الباطل والعدل من الظلم من أمور يذكرها في حياة الناس، وحياة الناس ليست فقط ما يتعلق بهذه الآلة وإنما هنالك حقوق وواجبات ومعاملات وحقوق وعقائد وكله يندرج تحت الميزان لأنك تقول كلامك حق أو باطل، احتجاجك حق أو باطل هذا ميزان، وهذه موضوعة في الكتاب إذن الكتاب يتضمن الميزان إذن هو أسبق من الميزان لأن الميزان هو في الكتاب. إذن الترتيب البينات لأنها تدل على صحة الكتاب وتثبته والحجج التي تقوم على صحته، الكتاب، الميزان.
معنى القسط هو العدل والحِصّة والنصيب ايضاً "أخذ كل منهم قسطه" حتى البيع بالتقسيط. إذن القسط له دلالتان هنا العدل والحصة والنصيب. الفعل الثلاثي قَسَط بمعنى جار وظلم (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (١٥) الجن) أقسط الهمزة تسمى همزة السلب يعني رفع الظلم والجور سلبه رفعه وأزاله أي عدل مثل جار أي ظلم وأجار أزال الجور ومنعه، صرخ وأصرخ أي أزال صراخه، عجم الكتاب وأعجمه أي أزال عجمته.
* لماذا قال (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) ولم يقل بالعدل؟