o ثم قال رب العالمين (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) في الأعراف (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) الباب باب المسجد فلما قال (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) يعني ادخلوا الباب وقولوا حطة اللهم حُطَّ عنا خطايانا لأن خطايا بني إسرائيل كثيرة جداً من زمن سيدنا موسى إلى اليوم ما من أهل دين عصوا أنبياءهم وقتلوهم وشردوهم واتهموهم باللواطة وبالزنا كما فعل اليهود بأنبيائهم. الله قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى ﴿٦٩﴾ الأحزاب) اتهموه ولوط قالوا هذا زنا ببناته الخ فلم يتركوا نبي ولهذا الله يقول (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) للخضوع والخشوع والتذلل حتى نغفر لكم (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) هكذا كأنكم راكعون أو ساجدون زحفاً وقولوا يا رب حط عنا يا رب حط عنا الخطايا حديث أن التوبة تقتضي تذللاً فما من تائب يقول يا رب اغفر لي بل بتذلل يقول اللهم أنت ربي أنت رب العالمين خلقتني وأنا عبدك بالتذلل والتضرع، التذلل باللسان (وَقُولُوا حِطَّةٌ) ربي حط عنا خطايانا وقال ( سُجَّدًا) يعني خاشعين خشعاً وهذه هي عناصر التوبة إذا أردت أن تتوب فإن عليك أن تتذلل وتتضرع إلى الله بلسانك ربي اغفر لي يا أرحم الراحمين إنك الغفور الرحيم وقلبك في غاية الخشوع مع الله سبحانه وتعالى وهذه من علامات قبول التوبة. إذاً الآية تقول (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) أنت ادخل وقل يا ربي اغفر لي.
على كثرة ما حاولوا وبذلوا في أفريقيا جمهوريات سبع ثمان جمهوريات إسلامية سبعين عاماً بقيت تحت الحكم الشيوعي ذبح وإبادة وقتل وتعذيب وما أن زال الإتحاد السوفييتي حتى عادوا أقوى مما كانوا سابقاً (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). إذاً هذا الفرق بين قولوا وقُل وبين وما أُنزِل علينا أو أُنزِل إلينا وبين تكرار وما أوتي عيسى وموسى والنبيون هذه الأولى هكذا هو الفرق بين الآيتين في آل عمران ٨٤ والبقرة ١٣٦.
* ما الفرق بين أنزل وأوتي ؟(د. فاضل السامرائى)
هذه الآية فيها إنزال وإيتاء. نسأل سؤالاً: مَنْ من الأنبياء المذكورين ذُكرت له معجزة تحدّى بها المدعوين؟ موسى وعيسى عليهما السلام ولم يذكر معجزان للمذكورين الباقين. هل هذه المعجزة العصى وغيرها إنزال أو إيتاء؟ هي إيتاء وليست إنزالاً ولذلك فرّق بين من أوتي المعجزة التي كان بها البرهان على إقامة نبوّته بالإيتاء وبين الإنزال، هذا أمر. كلمة (أوتي) عامة تشمل الإنزال والإيتاء. الكُتب إيتاء. أنزل يعني أنزل من السماء وآتى أعطاه قد يكون الإعطاء من فوق أو من أمامه بيده. لما يُنزل ربنا تبارك وتعالى الكتب من السماء هي إيتاء فالإيتاء أعمّ من الإنزال لذلك لما ذكر عيسى وموسى عليهما السلام ذكر الإيتاء لم يذكر الإنزال ثم قال (وَمَا أُوتِيَ موسى وعيسى والنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ) دخل فيها كل النبييبن لأنه ما أوتوا من وحي هو إيتاء. (وَمَا أُنزِلَ على إِبْرَاهِيمَ) قد يكون إنزالاً ويكون إيتاء لكن ما أوتي موسى وعيسى عليهما السلام في هذه الآية هذا إيتاء وليس إنزالاً لأنه يتحدث عن معجزة ولأنهما الوحيدان بين المذكورين اللذين أوتيا معجزة. الآخرون إنزال وعندما يتعلق الأمر بالمعجزة قال إيتاء.
* هل العرب كانت تفهم هذا الكلام؟(د. فاضل السامرائى)
مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٢٨))
*(مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٢٨) لقمان) ما اللمسة البيانية في الآية وما هو ارتباط هذه الآية بما قبلها وما بعدها؟
هذه الآية أولاً من الناحية البيانية ارتبطت بما قبلها (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٧)) (مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٢٨) لقمان) خلق الناس من كلمات الله وبعثة من كلمات الله، خلقكم كنفس واحدة من كلمات الله وبعثهم كنفس واحدة من كلمات الله. ختم الآية (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) وقبلها قال (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ما قبلها قال (عزيز حكيم). لاحظ كيف ارتبطت هذه الآية بخاتمة الآية السابقة من الناحية البيانية الخالق عزيز حكيم، الخالق له العزة والمخلوقات كلها من صنعه وهي له طائعة إذن هذا مرتبط باسمه (عزيز). الخالق حكيم، حكيم في خلقه وصنعه وخلقهم لحكمة أرادها (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦) الذاريات) إذن هو حكيم في الصنع وحكيم في الغرض، إذن (مَّا خَلْقُكُمْ) ارتبط بقوله العزيز من حيث الحكمة والعزة. الذي يبعث الخلق (وَلَا بَعْثُكُمْ) عزيز حكيم، عزيز لأنه يجازي ويعذِّب ولا رادّ لأمره، حكيم بمعنى الحكم هو الحاكم، هكذا هو الحاكم (أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ (٤٦) الزمر) وهو الحكمة (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (١١٥) المؤمنون) إذن هو حكيم بمعنى الحكم وبمعنى الحكمة.
*ما دلالة الاختلاف بين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ﴿١٣٥﴾ النساء) و(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ﴿٨﴾ المائدة)؟(د. أحمد الكبيسى)
قبل أن ندخل ما الفرق بين الآيتين نبين ما معنى القسط؟. جميع المفسرين يقولون القسط هو العدل وليس هذا صحيحاً وقد بيّنا نحن في برنامجنا السابق ولو أول مرة أنه ما من كلمتين في القرآن الكريم تتشابهان ليس في القرآن مترادف ولا كلمة واحدة. العدل الحُكم بالحق هذا خصم مع هذا قلنا القاضي يقول الحق مع هذا وليس مع هذا، الحُكم فقط مجرد هذا العدل (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ﴿٩٠﴾ النحل) يأمر القاضي أن يعدل في حكمه فقط. القسط يعني أولاً أن ترفع الظلم عن الخصم المظلوم ثم تحكم له بالحق ثم تنفذ الحق هذا هو المهم. ياما قضاة بل كل قضاة العالم العربي نفترض أنهم يحكمون بالعدل ولكن حكم القضاء يموت في التنفيذ يقال العبارة المعروفة عند القضاة (دائرة التنفيذ مقبرة الأحكام) فعلاً حكمت المحكمة فلان شيء فلان شيء لكن الحُكم لا يُنفَّذ، فالعدل مجرد الحكم.
تكررت في آية سورة المائدة ولم تذكر في آية سورة آل عمران لأنه في المائدة كان هناك تعداد لنِعم الله سبحانه وتعالى عليه، أما في آل عمران ما كان هناك نوع من التعداد للنعم وإنما كان نوع من بيان حال عيسى عليه السلام وهو يتكلم فقال (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (٤٩)) يعني أنا أفعل هذا وأفعل هذا فلا مجال فيه للتذكير. أما في الآية الأخرى في المائدة كان الله تعالى يذكّره بدأ بكلمة (اذكر) ثم صارت تُقدّر (إذ أيدتك) يعني إذكر إذ أيدتك و(إذ علمتك) يعني اذكر إذ علمتك، إذ أيدتك، إذ تخلق. (إذ) هي لبيان حال الماضي (إذ فعلت كذا) لكن يقدّر فيها اذكر يعني إذ كذا يعني اذكر حين كان كذا. (إذ) هي ظرف للماضي من الزمان بخلاف (إذا) التي هي لما يُستقبل من الزمان. (إذ) لِما مضى من الزمان. فهذا هو الفارق بين الموقعين.
*لماذا تكرار (إذ)؟
لما يكرر (إذ) كأنه يكرر (واذكر حين كان هذا الأمر) يعني نوع من التأكيد، اذكر حين كان هذا الأمر، فهو بيان لنعم الله سبحانه وتعالى.
*قد يقول قائل العرب تكره التكرار وتكره توالي الأمثال فكيف نفسر هذا التكرار هنا؟(د. حسام النعيمى)
لما قال (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ) لما ذكر الشيطان الذي لا يُرى ولا تُرى وساوسه وإنما تُعلم قال (سميع عليم) لكن لما قال (إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٥٦) غافر) هؤلاء يُبصر بعضهم بعضاً.
*ورتل القرآن ترتيلاً:
(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ (٢٠٠)) بُني الكلام في الآية على التخيل لصورة وسوسة الشيطان في نفس المؤمن. فإطلاق النزغ هنا إستعارة إذ أن حقيقة النزغ هي النخر والغرز بالإبرة وعلى هذا يُشبِّه بيان الله حدوث الوسوسة الشيطانية في النفس بنزغ الإبرة ونحوها في الجسم فكلاهما له تأثير خفي وإيلام بسيط يتدرج حتى تفقد النفس الشعور بها.
آية (٢٠٥):
*انظر آية (٥٥). ؟؟؟
****تناسب فواتح الأعراف مع خواتمها****
في الأعراف بدأت بقوله تعالى (المص (١) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢)) وقال في خاتمتها (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٢٠٤)) الكتاب الذي أنزل هو القرآن وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا، كتاب أنزل إليك فاستمعوا له وأنصتوا، هذا تناسب.
قيل الملائكة يشتاقون لرؤية المؤمنين في الأرض فيستأذنون ربهم في هذه الليلة ليسلموا على المؤمنين، يستأذنونه فيأذن لهم. ما عظمة هذه الليلة؟ يستأذنون ربهم لزيارة أهل الأرض والسلام على المؤمنين فيأذن لهم فيتنزّلون (بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ). ما المقصود بالسلام هنا؟ هل هي سلام من كل أمر أو من كل أمر سلام؟ السلام فيها رأيين الأول التحية (السلام عليكم) والثاني الأمان والسلامة. هل سلام تتعلق بالأمر أو تتعلق بالليلة؟ هي تحتمل ولذلك وضعت هنا قدّم السلام لو قال هي سلام سيكون أمر واحد. هل هي سلام من كل أمر؟ (من كل أمر (٤) سلام (٥)). المعنيان مرادان هل هي سلام من كل أمر؟ قالوا نعم لأن الله تعالى لا يقدر في هذه الليلة إلا الخير، في الليالي الأخرى يقدر الشر وما إلى ذلك ما يصيب الإنسان، لا يقدر في هذه الليلة إلا الخير فإذن لا يقدر إلا ما فيها السلامة وفي غيرها يقدر ما شاء إذا أصبحت سلام من كل أمر. هل *ما دلالة استخدام صيغة الجمع في القرآن مثل ضربنا، أنزلنا وغيرها مما ورد في القرآن؟
التقفية في المائدة ليست في الرسل وإنما في تقفية الربانيين والأحبار ولو قرأنا آية المائدة تحتلف عن هذه الآية. لو قرأنا آية المائدة (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (٤٤)) يحكم بها الربانيون والأحبار ولم يقل وقفينا على آثارهم وهم لم ينقطعوا أصلاً فالأحبار والربانيون موجودون والأحبار جمع حِبْر وهو العالِم والربانيون جمع ربّاني إذن هؤلاء لم ينقطعوا. في سورة المائدة (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم) متعلقة بالربانيين والأحبار وفي آية الحديد متعلقة بالأنبياء والرسل خاصة فلما كانت في الرسل قال (وقفينا) ولم يقل على آثارهم ولما كان الكلام على الربانيين والأحبار وهو لم ينقطعوا قال على آثارهم.
*(وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ) ما معنى رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم؟