العقاب: (إن ربك سريع العقاب وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٥) الأنعام) وصف لله سبحانه وتعالى لكن لم يصف نفسه جلّت قدرته بأنه سريع العذاب.
العذاب: الفعل عذّب والعذاب في الدنيا (لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ)، وفي الآخرة (ولهم في الآخرة عذاب عظيم (١١٤) البقرة)، وجاء بها بمعنى العقاب (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين)هذه عقوبة سمّاه عذاباً ما يدل على أن العذاب أوسع من العقاب لأنه يستعمل دنيا وآخرة ويستعمل بمكان العقاب.
آية (١١٥):
*(وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ (١١٥) البقرة) لِمَ خصّ الله تعالى ملكه بالمشرق والمغرب؟(ورتل القرآن ترتيلاً)
لم تذكر الآية جهة الشمال والجنوب وإنما ذكرت فقط المشرق والمغرب لأن الأرض تنقسم بالنسبة لمسير الشمس إلى قسمين قسم يبتدئ من حيث تطلع الشمس وقسم ينتهي من حيث تغرب الشمس.
آية (١١٦):
*ما دلالة ختام الآية بالوصف بالقنوت فى قوله تعالى (بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ (١١٦))؟(ورتل القرآن ترتيلاً)
القنوت هو الخضوع والانقياد مع الخوف وهذا الأمر لا يقوم به إلا كل عاقل مبصر فلذلك جمع الله تعالى في هذه الآية كلمة قانت جمع مذكر سالم (قانتون) وهو مختص بجمع الذكور العقلاء ليبيّن لنا سمة أهل الخشوع والقنوت إنهم أصحاب العقول الراجحة التي تخشى الله عن إرادة وبصيرة.
*(كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ (١١٦) البقرة) لماذا لم يقل قانت؟(د. فاضل السامرائى)
في آية واحدة قرئت قراءتين متواترتين (وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (١٤٧) آل عمران) بتقديم خبر (كان) و(أن قالوا) إسمها مؤخر، والقراءة الثانية (وما كان قولُهم إلا أن قالوا) قولُهم إسم (كان) والمصدر المؤول خبرها، إذن من حيث اللغة ليس فيها إشكال ويبقى السؤال ما سبب الاختيار؟ أو لماذا قرئت مرتين؟ معناه أن هنالك معنى كل قراءة لها معنى، أما من حيث اللغة والنحو فليس فيها إشكال. نأخذ الأصل بالرفع يعني ما كان قولُهم إلا هذا وحتى يتضح الكلام نجعل (هذا) هي مكان (إلا أن قالوا). ما كان قولُهم بالرفع، (ما كان) يصير هذا خبر، إذن ما كان قولُهم إلا هذا القول لم يقولوا غيره في هذا المقام وهو مقام حرب وقتال (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (١٤٦) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (١٤٧) آل عمران) ما كان قولُهم إلا هذا القول يعني في هذا المكان لم يقولوا إلا هذا الشيء يطلبون المغفرة والتثبيت والنصر (ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) ما كان قولُهم (بالرفع) إلا هذا القول في هذا الموقف لم يقولوا غيره. أما بالنصب (قولَهم) تصبح ما كان هذا إلا قولَهم يقدّم الخبر، في الرفع ما كان قولُهم إلا هذا (هنا خبر) الآن نقدّم الخبر تصير ما كان هذا إلا قولَهم.