فهؤلاء (حَقَّ تِلَاوَتِه) الآخرون الذين ما يؤمنوا قال (يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) فالذين آمنوا قالوا والله نعرفه أكثر مما نعرف أبناءنا قالوا لماذا؟ قال لأن ابني احتمال ولو واحد بالمليون أنه لا يكون ابني ربما زوجتي خانتني لكني لا أختلف في وصف محمد أبداً فالضمير في (يَتْلُونَهُ) على التوراة هذا رأي. الرأي الثاني الذين أسلموا وبدأوا يقرأون القرآن تلاوة حق تلاوته بفهم وتدبر ويعرفونه يعرفون بعثة محمد عليه الصلاة والسلام كما قال سيدنا عيسى (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (٦) الصف) وكما قال سيدنا إبراهيم (وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ (١٢٩) البقرة) ولهذا النبي ﷺ قال (أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة أخي عيسى) فليس هناك إشكال بين الأنبياء كما قلنا قبل قليل حوار الأديان ليس مع الأديان فالأديان متفقة بالكامل ولكن المختلف المتدينون أصحاب الأديان! من أجل هذا هذه الحركات السياسية أنت تقف عند حد معين وهو أن الناس أمزجة وتعصبات وسياسات وعلى الجميع يسيطر النفس اليهودي الذي لا يترك اثنين متفقين أبداً. فالمقاومة الفلسطينية شقّوها شقين تعالوا نعملكم دولة صار لهم سنين وهم يضحكون عليهم إلى أن شقوهم إلى شقين متحاربين يا الله يا للقدرةّ ولهذا الله قال لا أحد يقدر عليهم بس أنا رب العالمين (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ).
ذكر أولاً معركة أحد وما أصابهم من قتل ثم ذكر الموت في الغزوات والضرب في الأرض يعني الموت في الغربة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١٥٦) وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (١٥٧) وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ (١٥٨)) بينما في سورة المؤمنون يتحدث عن الموت على الفراش (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ (٣٥))، أيها الأصعب الموت في الغربة والجهاد أو الموت على الفراش بين الأهل؟ الموت في الغربة أصعب إذن يأتي الحركة الأثقل (مُتم) يأتي بالعلامة المناسبة.
استطراد من المقدم: هذه تحتاج إلى بحث في القرآن بعض الكلمات التي فيها لغتان ويختار لغة عن لغة هنا هذا شيء مقصود بذاته.
كلما يقول (إِذَا مِتُّمْ) (أَئِذَا مِتْنَا (٨٢) المؤمنون) مِتنا بالكسر وفي آل عمران أثقل (مُتم) بالضم.
*(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ (١٥٩) آل عمران) ما فائدة تقديم الجار والمجرور (فبما رحمة) على الفعل (لِنت) مع أن الأصل: لنت لهم برحمة من الله؟(ورتل القرآن ترتيلاً)