وهذا شيء كثير لو ذهبنا نذكر أمثلة عليه لطالت، ولكن قد فتح لك الباب، فامش على هذا السبيل المفضي إلى رياض بهيجة من أصناف العلوم (١).
القاعدة الخامسة عشرة
جعل الله الأسباب للمطالب العالية مبشرات لتطمين القلوب وزيادة الإيمان
وهذا في عدة مواضع من كتابه، فمن ذلك:
النصر قال في إنزال الملائكة به: ﴿ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ﴾ [الأنفال: ١٠] وقال في أسباب الرزق ونزول المطر: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾ [الروم: ٤٦].
(١) قال لشيخ ابن عثيمين: " يلتحق بهذه القاعدة أن الحكم المعلَّق بوصف يدل على علية ذلك الوصف فيه، فمثلا إذا قلت: " إن المتقين في جنات و عيون " [الحجر: ٤٥] أي من أجل تقواهم فالحكم المعلق بوصف يدل على علية ذلك الوصف لهذا الحكم و يدل أيضا على أنه يعم بعموم هذا الوصف و أنه يقوى كلما قوي ذاك الوصف و يضعف كلما ضعف "