قَالَ : فَبَيْنَا دَاوُدُ فِي الْمِحْرَابِ تَسَوَّرَ عَلَيْهِ مَلَكَانِ فَأَفْزَعَاهُ وَرَاعَاهُ، فَقَالاَ :﴿لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ﴾ حَتَّى بَلَغَ ﴿وَلاَ تُشْطِطْ﴾ أَيْ : لاَ تَجُرْ ﴿وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ﴾ حَتَّى بَلَغَ ﴿فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا﴾ يَقُولُ : أَعْطِنِيهَا ﴿وَعَزَّنِي فِي الْخَطَّابِ﴾ يَقُولُ : قَهَرَنِي فِي الْخُصُومَةِ، قَالَ : لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ حَتَّى بَلَغَ ﴿وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ﴾ قَالَ : عَلِمَ دَاوُدُ أَنَّهُ هُوَ الْمَعْنِيُّ بِذَلِكَ ﴿وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾.
٢٥٨٦- عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ :﴿وَأَنَابَ﴾ أَيْ : تَابَ.
٢٥٨٧- قَالَ مَعْمَرٌ : وَقَالَ الْحَسَنُ : عَلِمَ أَنَّهُ هُوَ الْمَعْنِيُّ بِذَلِكَ ؛ فَسَجَدَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لاَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلاَّ لِصَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ، قَالَ : وَلَمْ يَذُقْ طَعَامًا وَلاَ شَرَابًا حَتَّى أَوْحَى اللَّهُ أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ، قَالَ : يَا رَبِّ إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ لَسْتَ بِتَارِكِي حَتَّى تَأْخُذَ لِعَبْدِكَ مِنِّي، قَالَ : إِنِّي أَسْتَوْهِبُكَ مِنْ عَبْدِي فَيَهَبُكَ لِي، وَأَجْزِيهِ عَلَى ذَلِكَ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ، قَالَ : الْآنَ عَلِمْتُ يَا رَبِّ أَنَّكَ قَدْ غَفَرْتَ لِي، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :﴿فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ﴾.


الصفحة التالية
Icon