ج ١، ص : ٤٥
ولا تثبت من صحته، وقد دوّنه المفسرون فى كتبهم وجعلوه من صلب الدين، وهو ليس منه فى شىء.
[سورة البقرة (٢) : آية ٥]
أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)
الإيضاح
الفلح : الشق والقطع، ومنه سمى الزارع فلّاحا لأنه يشق الأرض، والمفلح : الفائز بالبغية بعد سعى فى الحصول عليها، واجتهاد فى إدراكها، كأنه انفتحت له وجوه النظر ولم تستغلق عليه.
والمشار إليه بأولئك فى الموضعين واحد وهم المؤمنون من غير أهل الكتاب والمؤمنون منهم، وكرر الإشارة للدلالة على أن اتصافهم بتلك الصفات يقتضى نيل كل واحدة من هاتين الفضيلتين الهدى والفلاح، وأن كلا منهما كاف فى تميزهم به عن سواهم، فكيف بهما إذا اجتمعتا.
والتعبير بقوله (على هدى) يفيد التمكن من الهدى وكمال الرسوخ فيه، كما يتمكن الراكب على الدابة ويستقر عليها، وقد جاء فى كلامهم : ركب هواه، وجعل الغواية مركبا.
[سورة البقرة (٢) : الآيات ٦ الى ٧]
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٦) خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (٧)
تفسير المفردات
الكفر : ستر الشيء وتغطيته، وقد وصف به الليل كقوله « فى ليلة كفر النجوم غمامها »


الصفحة التالية
Icon