ج ١٠، ص : ١٠٦
قال عدىّ : فهذه الظعينة تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت من غير جوار أحد، ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسى بيده لتكونن الثالثة، لأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالها.
(وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ذلك الإظهار، وقد وصفهم بالشرك بعد أن وصفهم بالكفر للدلالة على أنهم جمعوا بين الكفر بالرسول وتكذيبه، والشرك باللّه.
وفى الجملتين إخبار بأن إتمام اللّه لدينه وإظهاره جميع الأديان سيكون بالرغم من جميع الكفار المشركين منهم وغير المشركين.
[سورة التوبة (٩) : الآيات ٣٤ الى ٣٥]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٣٤) يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (٣٥)
تفسير المفردات
أكل الأموال : يراد به أخذها والتصرف فيها بسائر وجوه الانتفاع، والصد :
المنع، وسبيل اللّه. هى طريق معرفته الصحيحة وعبادته القويمة، وأساس ذلك التوحيد والتنزيه، والكنز هنا : خزن الدنانير والدراهم فى الصناديق، أو دفنها فى التراب مع الامتناع عن الإنفاق فيما شرعه اللّه من البر والخير، ويحمى عليها : أي تضرم عليها النار الحامية حتى تصير مثلها.