ج ١٠، ص : ١١١
اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم « أىّ مال أدّيت زكاته فليس بكنز »
أخرج ابن أبى شيبة وأبو داود والحاكم عن ابن عباس قال :« لما نزلت هذه الآية (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) كبر ذلك على المسلمين وقالوا ما يستطيع أحد منا ألا يبقى لولده ما لا بعده، فقال عمر : أنا أفرّج عنكم فانطلق وتبعه ثوبان فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال يا نبىّ اللّه إنه قد كبر على أصحابك هذه الآية فقال : إن اللّه لم يفرض الزكاة إلا ليطيّب بها ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث عن أموال تبقى بعدكم، فكبّر عمر رضى اللّه عنه، ثم قال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : ألا أخبرك بخير ما يكنز ؟ المرأة الصالحة التي إذا نظر إليها الرجل سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته ».
(يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ) أي أخبرهم بعذاب أليم يصيبهم فى ذلك اليوم الذي يحمى فيه على تلك الأموال المكنوزة فى نار جهنم، أي بأن توضع وتضرم عليها النار الحامية حتى تصير مثلها.
وفى الآية إيماء إلى أنه يحمى عليها بأعيانها، واللّه قادر على إعادتها، وأمور الآخرة من عالم الغيب فلا ندرك كنهها ولا صفتها، فنفوض الأمر فيها إلى عالم الغيب وعلينا الاعتبار بما فيها من إصلاح النفس وتهذيب الأخلاق.
روى مسلم عن أبى هريرة مرفوعا « ما من رجل لا يؤدى زكاة ماله إلا جعل له يوم القيامة صفائح من نار فيكوى بها جنبه وجبهته وظهره »
وروى عنه « من آتاه اللّه ما لا فلم يؤدّ زكاته مثل له شجاع (ذكر الحيات) أقرع له زبيبتان يطوّقه يوم القيامة فيأخذ بلهزمتيه (العظمان الناتئان تحت الأذنين) يقول : أنا مالك، أنا كنزك، ثم تلا صلى اللّه عليه وسلم (سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ) ».
(فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ) وخصت هذه الأعضاء دون بقية الجسد، لأنهم بالوجوه يستقبلون الناس وأساريرهم منبسطة غبطة لعظم الثروة، ويستقبلون