ج ١٠، ص : ١٣٣
المعنى الجملي
هذه الآيات سيقت لبيان أقوال قالها المنافقون، بعضها قيلت جهرا، وبعضها أكنّوه فى أنفسهم، وأعذار سيعتذرون بها غير ما سبق منهم، وشئون أخرى لهم أكثرها من أنباء الغيب.
الإيضاح
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي) أي ومن المنافقين ناس يستأذنونك فى التخلف عن القتال حتى لا يفتتنوا بنساء الروم.
روى ابن أبى حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد اللّه رضى اللّه عنه قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول لجد بن قيس « يا جدّ هل لك فى جلاد بنى الأصفر ؟ قال جدّ، وكان من شيوخ المنافقين : أ تأذن لى يا رسول اللّه فإنى رجل أحب النساء وإنى أخشى إن أنا رأيت نساء بنى الأصفر أن أفتتن، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو معرض عنه (قد أذنت لك) فنزلت الآية ».
وقد ردّ اللّه شبهته وشبهة من وافقه عليها بقوله :
(أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) أي فليعلموا أنهم بمقالتهم هذه سقطوا وتردّوا فى هاوية


الصفحة التالية
Icon