ج ١٣، ص : ٩٠
بين الناس :« كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ».
فى الصحيحين عن أبى موسى الأشعري رضى اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال :« إن مثل ما بعثني اللّه به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع اللّه بها الناس فشربوا ورعوا وسقوا وزرعوا، وأصابت طائفة منها أخرى إنما هى قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ - فذلك مثل من فقه فى دين اللّه ونفعه اللّه بما بعثني به ونفع به الناس فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى اللّه الذي أرسلت به ».
وروى أحمد عن أبى هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال :« مثلى ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن فى النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها - فذلك مثلى ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار، هلّم عن النار فتغلبونى فتقتحمون فيها ».
وبعد أن بين سبحانه شأن كل من الحق والباطل فى الحال والمآل وأتم البيان، شرع يبين حال أهلهما مآلا ترغيبا فيهما وترهيبا، وتكملة لوسائل الدعوة إلى الحق والخير وتنفيرا عن سلوك طرق الباطل والشر فقال :
(١) (لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى ) أي للذين أطاعوا اللّه ورسوله وانقادوا لأوامره وصدّقوا ما أخبر به فيما نزل عليه من عند ربه - المثوبة الحسنى الخالصة من الكدر والنّصب، الدائمة المقترنة بالتعظيم والإجلال.
والآية بمعنى قوله :« لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ » وقوله :« وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً ».
(ب) (وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ،