ج ١٤، ص : ٥٥
تفسير المفردات
أصل النطفة : الماء الصافي ويراد بها هنا مادة التلقيح، والخصيم : بمعنى المخاصم كالخليط بمعنى المخالط، والعشير : بمعنى المعاشر والمراد به المنطيق المجادل عن نفسه، المنازع للخصوم، والمبين : المظهر للحجة، والدفء : ما يستدفأ به من الأكسية، والمنافع : هى درّها وركوبها والحرث بها وحملها للماء ونحو ذلك، جمال : أي زينة فى أعين الناس وعظمة لديهم، تريحون : أي تردونها بالعشي من المرعى إلى مراحها يقال أراح الماشية إذا ردها إلى المراح، تسرحون : أي تخرجونها غدوة من حظائرها ومبيتها إلى مسارحها ومراعيها، والأثقال : واحدها ثقل وهو متاع المسافر، وشق الأنفس : مشقتها وتعبها، القصد : الاستقامة، يقال سبيل قصد وقاصد إذا أدّاك إلى مطلوبك، وجائر : أي مائل عن المحجة، منحرف عن الحق، وتسيمون : أي ترعون يقال أسام الماشية وسوّمها جعلها ترعى، وذرأ : خلق، ألوانه : أي أصنافه، مواخر واحدها ماخرة : أي جارية من مخر الماء الأرض أي شقها، والميد : الحركة والاضطراب يمينا وشمالا، وعلامات : أي معالم يستدلّ بها السابلة من نحو جبل ومنهل ورائحة تراب.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه أنه منزّه عن الشريك والولد، وأنه لا إله إلا هو، وأمر بتقواه وإخلاص العبادة له - ذكر هنا أدلة التوحيد واتصاف ذاته الكريمة بصفات الجلال والإكرام بأسلوب بديع جمع فيه بين دلالة المصنوع على الصانع والنعمة على المنعم، ونبّه بذلك إلى أن كل واحد من هذا كاف فى صرف المشركين عما هم عليه من الشرك، وكلما بصّرهم طائفة مما يرون ويشاهدون بكّتهم على ما يقولون ويفعلون، وبين لهم كفرانهم نعمتى الرعاية والهداية، فاحتج على وجوده بخلق الأجرام الفلكية،


الصفحة التالية
Icon