ج ١٥، ص : ١٥٣
شقائهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا - ضرب مثلا لدار الدنيا عامة فى سرعة فنائها وعدم دوام نعيمها فقال :
[سورة الكهف (١٨) : الآيات ٤٥ الى ٤٦]
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (٤٥) الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (٤٦)
تفسير المفردات
المثل : الصفة، وهشيما : أي يابسا متفتتا، تذروه : أي تنثره وتفرقه، ومقتدرا : أي كامل القدرة، والباقيات الصالحات : هى الأعمال الصالحة كلها، وثوابا : أي جزاء.
المعنى الجملي
أخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن جرير وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبى سعيد الخدري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال :« استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل وما هى يا رسول اللّه ؟ قال : التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا باللّه ».
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبى الدرداء قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم « سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا اله إلا اللّه، واللّه أكبر، ولا حول ولا قوة إلا باللّه، هن الباقيات الصالحات، وهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها، وهن من كنوز الجنة ».
وأخرج النسائي والطبراني والبيهقي عن أبى هريرة مرفوعا « خذوا جنّتكم، قيل يا رسول اللّه من أىّ عدو قد حضر، قال بل جنّتكم من النار قول سبحان اللّه، والحمد للّه،