ج ١٥، ص : ١٥٥
روى عن على كرم اللّه وجهه : المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد جمعهما اللّه لأقوام.
ثم بين ما ينبغى التفاخر به فقال.
(وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلًا) أي وأعمال الخير التي تبقى ثمرتها للإنسان وهى أفعال الطاعات كالصلات والصدقات والجهاد فى سبيل اللّه ومساعدة البائسين وذوى الحاجات - خير عند ربك من المال والبنين جزاء، وخير أملا، إذ ينال بها صاحبها فى الآخرة ما كان يؤمله فى الدنيا.
[سورة الكهف (١٨) : الآيات ٤٧ الى ٤٩]
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً (٤٧) وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً (٤٨) وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصاها وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (٤٩)
تفسير المفردات
بارزة أي ظاهرة، إذ لم يبق على وجهها شىء من العمائر ولا من الجبال والأشجار، وحشرناهم : أي سقناهم إلى الموقف من كل أوب، فلم نغادر : أي لم نترك يقال غادره وأغدره إذا تركه، ومنه الغدر وهو ترك الوفاء، وعرضوا : أي أحضروا لفصل القضاء، صفا : أي مصطفين، موعدا : أي وقتا ننجز فيه ما وعدنا من البعث وما يتبعه، ووضع الكتاب : أي جعل كتاب كل عامل فى يد صاحبه حين الحساب، مشفقين : أي خائفين، والويل : الهلاك، ويا ويلتنا : أي يا هلاك أقبل فهذا أوانك، أحصاها : أي