ج ١٦، ص : ١٢٠
منها بوسائط، إذ الغذاء إما حيوانى وإما نباتى، والحيواني ينتهى إلى نباتى، والنبات إنما يحدث من امتزاج الماء بالتراب.
(وفيها نعيدكم) أي وفى الأرض نعيدكم بعد مماتكم فتصيرون ترابا كما كنتم قبل نشأتكم (ومنها نخرجكم تارة أخرى) أي وسنخرجكم منها بعد مماتكم مرة أخرى بتأليف أجزائكم المتفتتة المختلطة بالتراب على الهيئة السابقة، ثم نرد الأرواح من مقرّها إليها.
وجاء بمعنى الآية قوله :« فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون » وقوله :
« يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا ».
وفى الحديث « إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حضر جنازة، فلما دفن الميت أخذ قبضة من التراب فألقاها فى القبر وقال : منها خلقناكم، ثم أخذ أخرى وقال وفيها نعيدكم، ثم أخذ أخرى وقال : ومنها نخرجكم تارة أخرى.
وأخرج أحمد والحاكم عن أبى أمامة قال :« لما وضعت أم كلثوم بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فى القبر قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : منها خلقناكم، وفيها نعيدكم، ومنها نخرجكم تارة أخرى، بسم اللّه، وفى سبيل اللّه، وعلى ملة رسول اللّه »
.
[سورة طه (٢٠) : الآيات ٥٦ الى ٥٩]
وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (٥٦) قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (٥٧) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (٥٨) قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (٥٩)
تفسير المفردات
أبى : امتنع، موعد : أي ميعادا معيّنا، سوى : مستويا لا جبال فيه ولا وهاد بحيث يستر النظارة، يوم الزينة : يوم عيد كان لهم، يحشر الناس : أي يجمعون، والضحى :
وقت ارتفاع النهار.


الصفحة التالية
Icon