ج ١٦، ص : ١٢٣
تفسير المفردات
فتولى فرعون : أي انصرف عن المجلس، كيده : أي ما يكيد به من السحرة وأدواتهم، أتى : أي أتى الموعد ومعه ما جمعه من الأعوان والسحرة، ويلكم : أي هلاك لكم، والافتراء : الاختلاق والكذب، فيسحتكم بعذاب : أي يستأصلكم ويهلككم بعذاب شديد، فتنازعوا : أي فتفاوضوا وتشاوروا، وأسروا النجوى : أي بالغوا فى إخفاء كلامهم، بطريقتكم المثلى : أي بمذهبكم الذي أنتم عليه وهو أفضل المذاهب وأمثلها، فأجمعوا كيدكم : أي اجعلوا كيدكم مجمعا عليه، صفا : أي مصطفين، لأنه أهيب للصدور، أفلح : أي فاز بالمطلوب، استعلى : أي غلب.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه أن موسى وفرعون اتفقا على موعد يجتمعان فيه وهو يوم عيد لهم - أردف ذلك ذكر ما دبره فرعون بعد انصرافه عن المجلس من أمر السحرة وآلات السحر، وأتى بجميع ذلك، ثم ذكر أن موسى أوعدهم وحذرهم من عذاب لا قبل لهم به إن أقدمو ا على ما هم عازمون عليه، ثم بين أن السحرة حين سمعوا كلام موسى تنازعوا أمرهم وتشاوروا ماذا يفعلون، وبالغوا فى إخفاء ما يريدون، وقالوا ما موسى وهرون إلا ساحران يريدان أن يغلباكم ويخرجاكم من دياركم ويرجوان أن تتركوا دينكم وهو أمثل الأديان وأفضلها، لتعتنقوا دينهما، فحذار أن تفعلوا ذلك ولا يتخلفنّ منكم أحد وائتوا صفا واحدا وقد فاز بالمطلوب من غلب.