ج ١٦، ص : ١٤٢
تفسير المفردات
فتنتم به : أي وقعتم فى الفتنة والضلال، فاتبعونى : أي فى الثبات على الحق، لن نبرح : أي لا نزال، عاكفين : أي مقيمين، بلحيتي ولا برأسى : أي بشعر لحيتى ولا بشعر رأسى، خشيت : أي خفت، ولم ترقب قولى : أي ولم تراع، فما خطبك :
أي ما شأنك، وما الأمر العظيم الذي صدر منك، بصرت بما لم يبصروا به (بضم الصاد فيهما) : أي علمت ما لم يعلمه القوم، وفطنت لما لم يفطنوا له يقال بصر بالشيء إذا علمه، وأبصره إذا نظر إليه، والرسول موسى عليه السلام، وأثره : سنته، فنبذتها : أي طرحتها وسوّلت لى نفسى : أي زينت وحسنت، لا مساس : أي لا مخالطة فلا يخالطه أحد ولا يخالط أحدا، فعاش وحيدا طريدا، لن تخلفه : أي سيأتيك به اللّه حتما، ظلت (أصله ظللت دخله حذف) : أي أقمت، لنحرقنه : أي لنبردنّه بالمبرد، لننسفنه : أي لنذرينه، فى اليمّ : أي فى البحر، وسع كل شىء علما : أي وسع علمه كل شىء وأحاط به.
المعنى الجملي
بعد أن أبان سبحانه أن عبادتهم للعجل مخالفة لقضية العقل، لأنه لا يستجيب لهم دعاء ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا - أكد هذا وزاد عليهم فى التشنيع ببيان أنهم قد عصوا الرسول الذي نبههم إلى خطإ ما فعلوا، ثم حكى معاتبة موسى لهرون على سكوته على بنى إسرائيل وهو يراهم يعبدون العجل، ثم ذكر أنه اعتذر له، ولكنه لم يقبل معذرته، ثم قص علينا ما قاله السامري وما أنّبه به موسى وما عاقبه اللّه به فى الدنيا والآخرة، وما صنعه موسى بالعجل من نسفه وإلقائه فى البحر، ثم بين لهم أن الإله