ج ١٦، ص : ٥٠
تفسير المفردات
قول الحق : أي قول الصدق الذي لا شبهة فيه، يمترون : أي يشكّون ويتنازعون، ما كان للّه أن يتخذ من ولد. أي ما ينبغى ولا يصح أن يجعل له ولدا، صراط مستقيم : أي طريق لا يضل سالكه، الأحزاب : فرق النصارى الثلاث، مشهد :
أي شهود وحضور، يوم عظيم : هو يوم القيامة، اليوم : أي فى الدنيا، يوم الحسرة، هو يوم القيامة حين يندم الناس على ما فرّطوا فى جنب اللّه، قضى الأمر : أي فرغ من الحساب.
الإيضاح
(ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذى فيه يمترون) أي ذلك الذي فصّلت نبوّته، وذكرت مناقبه وأوصافه، هو عيسى بن مريم، نقول ذلك قول الصدق الذي لا ريب فيه، لا كما يقول اليهود من أنه ساحر وحاشاه، ولا كما تقول طائفة من النصارى إنه ابن اللّه، ولا كما تزعم طائفة أخرى أنه هو اللّه، ويخلعون عليه من صفات الألوهية ما هو منه براء.
ثم أكد ما دل عليه سابق الكلام من كونه ابنا لمريم لا لغيرها بقوله :
(ما كان لله أن يتخذ من ولد) أي لا يليق بحكمة اللّه وكمال ألوهيته أن يتخذ الولد لأنه لو أراده لخلقه بقول « كن » فلا حمل ولا ولادة، ولأن الولد إنما يرغب فيه، ليكون حافظا لأبيه يعوله وهو حىّ، وذكرا له بعد الموت، واللّه تعالى لا يحتاج إلى شىء من ذلك لعالم كله خاضع له، لا حاجة له إلى ولد ينفعه، وهو حى أبدا.


الصفحة التالية
Icon