ج ١٦، ص : ٦١
(٢) (وكان رسولا نبيا) أي إن اللّه أرسله إلى الخلق داعيا ومبشرا ونذيرا، والرسول هو من أرسله اللّه إلى الناس ومعه كتاب فيه شريعته التي أرسله بها كموسى عليه السلام، والنبىّ هو الذي ينبىء عن اللّه ويخبر قومه عنه، وليس معه كتاب كيوشع عليه السلام.
(٣) (وناديناه من جانب الطور الأيمن) أي وكلمناه من الجانب الأيمن للطور أي الذي عن يمين موسى حين أقبل من مدين متوجها إلى مصر، وأنبأناه بأنه رسولنا، ثم واعدناه إليه بعد إغراق آل فرعون، ورحمنا بنى إسرائيل بإنزال الكتاب عليهم.
(٤) (وقربناه نجيا) أي وقربناه تقريب تشريف وإجلال حين مناجاته لنا وقد مثل حاله عليه السلام بحال من قربه الملك لمناجاته، واصطفاه لمصاحبته، ورفع الوسائط بينه وبينه.
وقصارى ذلك - إنه تجاوز العالم المادي، وانغمس فى العالم الرّوحى، فقرب من ربه وارتقت نفسه حتى بلغت أقصى مناها، واستعدت للاطلاع على عالم الملكوت، ورؤية ما غاب عن عالم المادة.
(٥) (ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) أي ووهبنا له من رحمتنا معاضدة أخيه ومؤازرته، إجابة لدعوته عليه السلام بقوله :« واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى » وحققنا ما طلبه له، وجعلناه نبيا :« قال قد أوتيت سؤلك يا موسى » قال بعض السلف : ما شفع أحد فى أحد فى الدنيا أعظم من شفاعة موسى فى هرون أن يكون نبيا، قال ابن عباس : كان هرون أكبر من موسى بأربع سنين.
قصص إسماعيل عليه السلام
[سورة مريم (١٩) : الآيات ٥٤ الى ٥٥]
وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (٥٤) وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (٥٥)