ج ١٦، ص : ٨٠
تفسير المفردات
أطلع الغيب ؟ من قولهم اطلع الجبل إذا ارتقى إلى أعلاه : أي أظهر له علم الغيب ؟ عهدا : أي عملا صالحا، كلا : كلمة زجر وتنبيه إلى الخطأ، سنكتب ما يقول :
أي سنظهر له أنا كتبنا، ونمد له من العذاب : أي سنطيل له العذاب الذي يستحقه ونرثه ما يقول : أي نسلب ذلك منه بموته ونأخذه أخذ الوارث ما يرثه، والمراد بما يقول مدلوله ومصداقه، وهو ما أوتيه فى الدنيا من المال والولد، فردا : أي لا يصحبه مال ولا ولد.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه الدلائل على صحة البعث، ثم أورد شبه المنكرين له وأجاب عنها بما فيه مقنع لكل ذى لب - قفّى على ذلك بذكر مقالتهم التي قالوها استهزاء وطعنا فى القول بالحشر والبعث.
أخرج البخاري ومسلم والترمذي والطبراني وابن حبان عن خبّاب بن الأرت قال :« كنت رجلا قينا (حدادا) وكان لى على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال لا واللّه لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت لا واللّه لا أكفر بمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم حتى تموت ثم تبعث، قال فإنى إذ متّ ثم بعثت جئتنى ولى ثمّ مال وولد فأعطيك، فأنزل اللّه تعالى : أ فرأيت الآية ».
الإيضاح
(أ فرأيت الذى كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا) أي انظر إلى حال هذا الكافر، وأعجب من مقالته الشنيعة، وجرأته على اللّه، إذ قال لأعطينّ فى الآخرة مالا وولدا.
ولما كان ما ادعاه لا يحصل له العلم له إلا بأحد أمرين - الاطلاع على الغيب أو اتخاذ العهد - ولم يحصل له واحد منهما، فتكون دعوى لا برهان عليها، وهذا ما عناه سبحانه بقوله :