ج ١٦، ص : ٨٨
تفسير المفردات
الود : المودة والمحبة، بلسانك : أي بلغتك، واللّدّ : واحدهم ألد، وهو الشديد الخصومة، وركزا : أي صوتا خفيّا.
المعنى الجملي
بعد أن فصّل سبحانه أحوال الكافرين فى الدنيا والآخرة، وبالغ فى الرد عليهم - ختم السورة بذكر أحوال المؤمنين، وبين أنه سبحانه سيغرس محبتهم فى قلوب عباده، وبعد أن استقصى فى السورة دلائل التوحيد والنبوة والحشر ورد فيها على فرق المبطلين بين أنه يسر ذلك بلسان نبيه صلّى اللّه عليه وسلّم ليبشر به المتقين، وينذر به قوما من المشركين ذوى الجدل والمماراة.
الإيضاح
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) أي إن الذين آمنوا باللّه وصدّقوا برسله وبما جاءوهم به من عنده وعملوا به فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، سيجعل لهم اللّه محبة فى قلوب عباده المؤمنين.
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي فى جمع كثير عن أبى هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال :« إذا أحب اللّه تعالى عبدا يقول لجبريل : إنى قد أحببت فلا نا فأحبه، فينادى فى السماء، ثم تنزل له المحبة فى الأرض، فذلك قول اللّه تعالى (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الآية ».
وأخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لعلى كرم اللّه وجهه :« قل اللهم اجعل لى عندك عهدا، واجعل لى فى صدور المؤمنين ودا، فأنزل اللّه سبحانه الآية ».