ج ١٦، ص : ٩٤
تفسير المفردات
لتشقى : أي لتتعب وتنصب، تذكرة : أي تذكيرا وعظة، يخشى : أي يخاف اللّه، العلى : واحدها العليا مؤنثة الأعلى كالكبرى مؤنثة الأكبر، والعرش : فى اللغة سرير الملك، ويراد به فى لسان الشرع مركز تدبير العالم، واستوى : استولى عليه قال شاعرهم :
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق
والثرى : التراب الندىّ والمراد هنا مطلق التراب، وأخفى : أي من السر وهو ما أخطرته ببالك دون أن تتفوّه به بحال، والأسماء : أي الصفات كما جاء فى قوله :
« وجعلوا لله شركاء قل سموهم » أي صفوهم، والحسنى : مؤنثة الأحسن.
المعنى الجملي
روى مقاتل أن أبا جهل والوليد بن المغيرة ومطعم بن عدىّ والنضر بن الحرث قالوا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : إنك لتشقى حيث تركت دين آبائك، فقال عليه السلام : بل بعثت رحمة للعالمين، قالوا بل أنت تشقى، فأنزل اللّه الآية ردا عليهم، وتعريفا لمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم، بأن دين الإسلام هو السبيل إلى نيل كل فوز، وسبب إدراك كل سعادة، وما فيه المشركون هو الشقاء بعينه.
الإيضاح
(طه) تقدم أن قلنا إن أصح الآراء فى الحروف المقطّعة التي فى أوائل السور أنها حروف تنبيه كألا ويا ونحوهما مما يذكر فى أوائل الجمل لقصد تنبيه المخاطب إلى ما يلقى بعدها لأهميته وإرادة إصغائه إليه نحو ما جاء فى قوله تعالى. « ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون » وينطق بأسمائها حين القراءة فيقال (طا. ها)


الصفحة التالية
Icon