ج ١٧، ص : ١٠٥
المعنى ال جملي
بعد أن ذكر مآل كل فريق من الكفار والمؤمنين - أردف ذلك بيان عظيم حرمة البيت، وأنكر على الكفار صدهم المؤمنين عن شهوده وقضاء مناسكهم فيه، ودعواهم أنهم أولياؤه.
روى عن ابن عباس رضى اللّه عنهما أن الآية نزلت فى أبى سفيان بن حرب وأصحابه حين صدوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وأصحابه عام الحديبية عن المسجد الحرام، وقد كره عليه الصلاة والسلام أن يقاتلهم وكان محرما بعمرة، ثم صالحوه على أن يعود فى العام المقبل.
الإيضاح
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) أي إن الذين جحدوا توحيد اللّه وكذبوا رسوله وأنكروا ما جاءهم به من عند ربهم، ويمنعون الناس أن يدخلوا فى دين اللّه، ويصدون عن الدخول فى المسجد الحرام الذي جعله للذين آمنوا به كافة، سواء منهم المقيم فيه والطارئ عليه النازع إليه من غربته - نذيقهم عذابا مؤلما موجعا لهم، ويدل على هذا قوله :
(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) أي ومن يرد أن يميل إلى الظلم فى المسجد الحرام فيعصى اللّه ويخالف أو امره - نذقه يوم القيامة العذاب الموجع له.
وخلاصة ذلك - إنه سبحانه توعد الكفار الذين يصدون عن الدين، ويمنعون الناس عن اعتناقه، ويحولون بين الناس ودخول مكة - بالعذاب المؤلم لهم يوم القيامة، كما توعد بذلك من يرتكب الذنوب والآثام فى المسجد الحرام.


الصفحة التالية
Icon