ج ١٩، ص : ١١٦
أتشتمه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء لسانى صارم لا عيب فيه وبحرى لا تكدّره الدّلاء وقال كعب : يا رسول اللّه. إن اللّه قد أنزل فى الشعر ما قد علمت، فكيف ترى فيه ؟ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم، « إن المؤمن يجاهد بنفسه وسيفه ولسانه، والذي نفسى بيده لكأنّ ما ترمونهم به نضح النّبل » وقال كعب :
جاءت سخينة كى تغالب ربها وليغلبنّ مغالب الغلّاب فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : لقد مدحك اللّه يا كعب فى قولك هذا :
وبعد أن ذكر سبحانه من الدلائل العقلية وأخبار الأنبياء المتقدمين ما يزيل الحزن عن قلب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ثم بين الدلائل على صدق نبوته، ثم أرشد إلى الفارق بينه وبين الكهنة وبينه وبين الشعراء - ختم السورة بالتهديد العظيم، والوعيد الشديد للكافرين فقال :
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) أي وسيعلم الذين ظلموا أنفسهم، وأعرضوا عن تدبر هذه الآيات كفرا بها وعنادا - أىّ مرجع يرجعون إلى اللّه بعد الموت، وأىّ معاد يعودون إليه ؟ إنهم ليصيرنّ إلى نار لا يطفأ سعيرها، ولا يسكن لهيبها.
اللهم أبعدنا عن تلك النار وأدخلنا جنتك برحمتك يا أرحم الراحمين.