ج ١٩، ص : ٤٥
تفسير المفردات
لعل : هنا للاستفهام الذي يراد به الإنكار، وقال العسكري : إنها للنهى، وباخع نفسك : أي مهلكها من شدة الحزن، قال ذو الرمة :
ألا أيها الباخع الوجد نفسه لشىء تحته عن يديه المقادر
وأصل البخع : أن تبلغ بالذّبح البخاع (بكسر الباء) وهو عرق مستبطن فقار الرقبة، وذلك يكون من المبالغة فى الذبح، والأعناق : الجماعات، يقال جاءت عنق الناس : أي جماعة منهم، وذكر : أي موعظة، والمراد بالأنباء ما سيحل بهم من العذاب، وزوج : أي صنف، والكريم من كل شىء : المرضىّ المحمود منه.
الإيضاح
(طسم) تقدم أن بيّنا أن المراد بمثل هذه الحروف المقطعة فى أوائل السور التنبيه، فهى أشبه بألا ونحوها من حروف التنبيه، ويا التي للنداء، وتقرأ بأسمائها فيقال طا - سين - ميم.
(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) أي هذه آيات القرآن البين الواضح الذي يفصل بين الحق والباطل، والغىّ والرشاد.
(لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) أي أقاتل نفسك أسفا وحزنا على ما فاتك من إسلام قومك وخوفك ألا يؤمنوا ؟
وقد يكون المعنى - لا تبخع نفسك ولا تهلكها أسى وحسرة على إيمانهم.
ونحو الآية قوله :« فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ » وقوله :« فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً ».
ثم بين سبب النهى عن البخع بقوله :
(إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) أي لو شئنا


الصفحة التالية
Icon