ج ١٩، ص : ٥٣
وخلاصة ذلك - أ فيفي إحسانك إلى رجل منهم بما أسأت به إلى مجموعهم ؟
فهو ليس بشىء إذا قيس بما فعلته بالشعب أجمع، وكأنه قال : إن هذا ليس بنعمة، لأن الواجب عليك ألا تقتلهم ولا تستعبدهم فإنهم قومى، فكيف تذكر إحسانك إلىّ على الخصوص، وتنسى استعباد الشعب كله.
[سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ٢٣ الى ٣١]
قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٣) قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٢٤) قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ (٢٥) قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٢٦) قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (٢٧)
قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (٢٨) قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (٢٩) قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (٣٠) قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣١)
الإيضاح
لما دخل موسى وهرون على فرعون وقالا له : إنا رسولا رب العالمين أرسلنا إليك لهدايتك إلى الحق وإرشادك إلى طريق الرشد، وغلباه بالحجة رجع إلى معارضة موسى فى قوله : َسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ »
(قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ ؟ ) أي قال لموسى : إنك تدّعى أنك رسول من رب العالمين فما هو ؟ إذ كان قد قال لقومه :« ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي ».
فأجابه موسى عن سؤاله :
(قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) أي قال : رب العالمين هو خالق العالم العلوي وما فيه من الكواكب الثوابت والسيارات النيرات، والعالم