ج ١٩، ص : ٥٦
[سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ٣٢ الى ٣٧]
فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ (٣٢) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ (٣٣) قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (٣٤) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ (٣٥) قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (٣٦)
يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (٣٧)
تفسير المفردات
مبين : أي ظاهر أنه ثعبان بلا تمويه ولا تخييل كما يفعل السحرة، الملأ :
أشراف القوم، عليم : أي خبير بفن السحر حاذق فى تلك الصنعة، فماذا تأمرون ؟
أي فبم تشيرون، أرجه وأخاه : أي أخر أمرهما ولا تباغتهما بالقتل خيفة الفتنة، حاشرين : أي اجعل رجال الشرطة يحشرون السحرة.
الإيضاح
(فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) أي فبعد أن قال له فرعون مقالته ألقى عصاه فإذا هى ثعبان واضح لا لبس فيه، ولا تخييل ولا تمويه،
وقد روى أنها لما صارت حية ارتفعت فى السماء قدر ميل ثم انحطت مقبلة إلى فرعون، فقال : بالذي أرسلك إلا أخذتها، فأخذها موسى فعادت عصا كما كانت.
وقد جاء فى آية أخرى « كَأَنَّها جَانٌّ » والجان الصغير من الحيات، تشبيها لها به من جراء الخفة والسرعة.
ولما أتى موسى بهذه الآية قال له فرعون : هل هناك غيرها ؟ قال نعم.
(وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ) أي وأدخل يده فى جيبه ثم أخرجها فإذا هى تضىء الوادي من شدة نورها، وكأنها فلقة قمر، قال ابن عباس : أخرج موسى يده من جيبه فإذا هى بيضاء تلمع للناظرين، لها شعاع كشعاع الشمس يكاد يعشى الأبصار ويسدّ الأفق.


الصفحة التالية
Icon