ج ١٩، ص : ٦٤
تفسير المفردات
أسرى : سار ليلا، متبعون : أي يتبعكم فرعون وجنوده، والشرذمة : الطائفة القليلة من الناس، غائظون : أي فاعلون ما يغيظنا ويغضبنا، حاذرون : أي من دأبنا الحذر واستعمال الحزم فى الأمور، كنوز : أي أموال كنزوها وخزنوها فى باطن الأرض، ومقام كريم : أي قصور عالية ودور فخمة، أورثناها : أي ملكناها لهم تمليك الميراث، مشرقين : أي داخلين فى وقت الشروق، تراءى الجمعان : أي تقاربا بحيث رأى كل منهما الآخر، لمدركون : أي سيدر كوننا ويلحقون بنا، كلا : أي لن يدركوكم، انفلق : انشق، الفرق : الجزء المنفرق منه، والطود : الجبل، وأزلفنا :
أي قرّبنا. وثمّ : أي هناك، لآية : أي لعظة وعبرة توجب الإيمان بموسى.
المعنى الجملي
أقام موسى بين ظهرانى المصريين يدعوهم إلى الحق ويظهر لهم الآيات، فلم يزدهم ذلك إلا عتوا واستكبارا، يرشد إلى ذلك قوله فى سورة الأعراف :« وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ » الآيات، ثم أمره اللّه أن يخرج بنى إسرائيل ليلا من مصر، وأن يمضى بهم حيث يؤمر، ففعل ما أمر به وخرج بهم بعد ما استعاروا من قوم فرعون حليّا كثيرة.
فلما وصل علم ذلك إلى فرعون أرسل فى المدائن حاشرين يجمعون له الجند، ثم قوّى نفسه ونفس أصحابه، بأن وصف بنى إسرائيل بالقلة، وأن أفعالهم تضيق بها الصدور، وتوجب الغيظ، وهو مستعد أن يبيدهم بما لديه من قوة وجند، ثم تبعهم هو وجنوده وقت الشروق، فلما تقارب الجمعان خاف أصحاب موسى وقالوا إن فرعون وقومه لاحقون بنا لا محالة. فقال لهم موسى لن يدركوكم وإن ربى سيهدينى إلى طريق النجاة وحينئذ أوحى اللّه إليه أن اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق حتى صار شكل الماء المتراكم كالجبل العظيم، فسار هو وقومه فى اليبس حتى جاوزوا البحر


الصفحة التالية
Icon