ج ٢٠، ص : ٨٨
تفسير المفردات
أرأيتم : أي أخبرونى، والسرمد : الدائم المتصل قال طرفة :
لعمرك ما أمرى علىّ بغمّة نهارى ولا ليلى علىّ بسرمد
تسكنون فيه : أي تستقرون فيه من متاعب الأعمال.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه أنه المستحق للحمد على ما أولاه من النعم، وتفضل به من المنن - أردف هذا تفصيل ما يجب أن يحمد عليه منها، ولا يقدر عليها سواه.
الإيضاح
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ) أي قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين باللّه : أيها القوم أخبرونى إن جعل اللّه عليكم الليل دائما لا نهار له يتبعه إلى يوم القيامة، أىّ معبود غير اللّه يأتيكم بضياء النهار فتستضيئون به ؟.
وفى هذا الأسلوب من التبكيت والتقريع والإلزام ما لا يخفى.
(أَفَلا تَسْمَعُونَ ؟ ) ما يقال لكم سماع تدبر وتفكر فتتعظوا وتعلموا أن ربكم هو الذي يأتى بالليل ويزيل النهار إذا شاء، وإذا أراد أتى بالنهار وأذهب الليل، ولا يقدر على ذلك سواه.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ؟ ) أي أخبرونى إن جعل اللّه عليكم النهار دائما لاليل معه أبدا إلى يوم القيامة، أىّ المعبودات غير اللّه الذي له عبادة كل شىء يأتيكم بليل تستقرون فيه وتهدءون ؟.