ج ٢٠، ص : ٩٠
تفسير المفردات
ونزعنا : أي أحضرنا من قولهم : نزع فلان بحجة كذا إذا أحضرها وأخرجها، والشهيد : هو نبى الأمة يشهد عليها بما أجابته حين أرسل إليها، وضل : أي غاب.
المعنى الجملي
بعد أن وبخ المشركين أوّلا على فساد رأيهم فى اتخاذ الشركاء للّه، ثم ذكر التوحيد ودلائله - عاد إلى تقريعهم وتبكيتهم ثانيا ببيان أن إشراكهم لم يكن عن دليل صحيح، بل كان عن محض الهوى كما يرشد إلى ذلك قوله (فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ)
الإيضاح
(وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) أي ويوم ينادى ربك - أيها الرسول - هؤلاء المشركين، فيقول لهم : أين شركائى الذين كنتم تزعمون فى الدنيا أنهم شركائى، ليخلّصوكم مما أنتم فيه.
وهذا النداء للتوبيخ والتقريع على رءوس الأشهاد على عبادة غير اللّه، للاشعار بأنه لا شىء أجلب لغضبه تعالى من الإشراك به، كما أنه لا شىء أدخل فى مرضاته من توحيده عز وجل.
(وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) أي وأحضرنا من كل أمة شهيدها وهو نبيها الذي يشهد عليها بما أجابته أمته فيما آتاهم به عن اللّه برسالته.
ونحو الآية قوله « فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ».
وهذا فى موقف من مواقف القيامة، وفى موقف آخر يكون الشهداء هم الملائكة كما قال تعالى :« وَجِي ءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ ».