ج ٢١، ص : ١٠٢
سورة السجدة
هى مكية إلا من آية ١٦ إلى آية عشرين فمدنية وآيها ثلاثون، نزلت بعد سورة (المؤمنين).
ووجه اتصالها بما قبلها من وجوه :
(١) اشتمال كل منهما على دلائل الألوهية.
(٢) إنه ذكر فى السورة السالفة دلائل التوحيد، وهو الأصل الأول، ثم ذكر المعاد، وهو الأصل الثاني، وهنا ذكر الأصل الثالث، وهو النبوة.
(٣) إن هذه السورة شرحت مفاتح الغيب التي ذكرت فى خاتمة ما قبلها، فقوله :« ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ » شرح لقوله :« إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ » وقوله :« أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ » شرح لقوله :« وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ » وقوله :« الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ » تفصيل لقوله :« وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ » وقوله :« يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ » إيضاح لقوله :« وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً » وقوله :« أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ » إلخ شرح لقوله :« وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ».
[سورة السجده (٣٢) : الآيات ١ الى ٣]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣)