ج ٢١، ص : ١١٤
تفسير المفردات
أصل الفسق : الخروج من فسقت الثمرة إذا خرجت من قشرها، ثم استعمل فى الخروج من الطاعة وأحكام الشرع مطلقا، فهو أعم من الكفر، وقد يخص به كما فى قوله :« وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ » والمأوى : المسكن وأصل النزل : ما يعدّ للنازل من الطعام والشراب والصلة، ثم أطلق على كل عطاء، والمراد به هنا الثواب والجزاء، الأدنى : أي الأقرب، والمراد به عذاب الدنيا، فإنه أقرب من عذاب الآخرة وأقل منه، وقد ابتلاهم اللّه بسنى جدب وقحط أهلكت الزرع والضرع، والعذاب الأكبر : عذاب يوم القيامة.
المعنى الجملي
لما بيّن حالى المجرمين والمؤمنين - عطف على ذلك سؤال العقلاء : هل يستوى الفريقان ؟ وبين أنهما لا يستويان، ثم فصّل ذلك ببيان مآل كل منهما يوم القيامة.
الإيضاح
(أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً ؟ لا يَسْتَوُونَ) أي أ فهذا الكافر المكذّب وعد اللّه ووعيده، المخالف أمره ونهيه، كهذا المؤمن باللّه المصدّق وعده ووعيده، المطيع لأمره ونهيه - كلا - لا يستوون عند اللّه ولا يتعادل الكفار به والمؤمنون.
وخلاصة ذلك : أبعد ظهور ما بينهما من تفاوت بيّن يظن أن المؤمن الذي حكيت أوصافه كالكافر الذي ذكرت قبائح أعماله ؟ كلا - إن الفضل بينهما لا يخفى على ذى عينين.
ونحو الآية قوله :« أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ، ساءَ ما يَحْكُمُونَ »
وقوله :
« أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ » وقوله :« لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ » الآية.