ج ٢١، ص : ١٢٤
يرجع عن قوله : على أن يعطوه شطر أموالهم، وخوّفه المنافقون واليهود بالمدينة إن لم يرجع قتلوه، فنزلت الآيات.
الإيضاح
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ) أي يا أيها النبي خف اللّه بطاعته، وأداء فرائضه، وواجب حقوقه عليك، وترك محارمه، وانتهاك حدوده.
والخلاصة : يا أيها المخبر عنا، المأمون على وحينا، اثبت على تقوى اللّه، ودم عليها.
ولما وجّه إلى رسوله صلى اللّه عليه وسلم الأمر بتقوى الولىّ الودود - أتبعه بالنهى عن الالتفات نحو العدو الحسود، فقال :
(وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ) أي ولا تطع الكافرين الذين يقولون لك : اطرد عنا أتباعك من ضعفاء المؤمنين، حتى نجالسك، والمنافقين الذين يظهرون لك الإيمان والنصيحة، وهم لا يألونك وأصحابك إلا خبالا، فلا تقبل لهم رأيا، ولا تستشرهم مستنصحا بهم، فإنهم أعداؤك، ويودون هلاكك، وإطفاء نور دينك.
روى أنه لما قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المدينة تابعه ناس من اليهود نفاقا وكان يلين لهم جانبه، ويظهرون له النصح خداعا فحذره اللّه منهم، ونبهه الى عداوتهم.
ثم علل ما تقدم بقوله :
(إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) أي إن اللّه عليم بما تضمره نفوسهم، وما الذي يقصدونه من إظهار النصيحة، وبالذي تنطوى عليه جوانحهم، حكيم فى تدبير أمرك، وأمر أصحابك، وسائر شئون خلقه، فهو أحق أن تتبع أوامره وتطاع.
والخلاصة : إنه تعالى هو العليم بعواقب الأمور، الحكيم فى أقواله وأفعاله، وتدبير شئون خلقه.


الصفحة التالية
Icon