ج ٢١، ص : ١٢٦
تفسير المفردات
جعل : أي خلق، ويقال : ظاهر الرجل من زوجته إذا قال لها : أنت علىّ كظهر أمي، يريدون أنت محرمة علىّ كما تحرم الأم، وكانوا فى الجاهلية يجرون على المظاهر منها حكم الأم، والأدعياء : واحدهم دعىّ، وهو الذي تدّعى بنوته، وقد كانت تجرى عليه أحكام الابن فى الجاهلية وصدر الإسلام، السبيل : أي طريق الحق، أقسط : أي أعدل، ومواليكم : أي أولياؤكم فيه.
المعنى الجملي
بعد أن أمر سبحانه نبيه بتقواه، والخوف منه، وحذّره من طاعة الكفار والمنافقين، والخوف منهم - ضرب لنا الأمثال ليبين أنه لا يجتمع خوف من اللّه وخوف من سواه، فذكر أنه ليس للإنسان قلبان حتى يطيع بأحدهما ويعصى بالآخر، وإذا لم يكن للمرء إلا قلب واحد، فمتى اتجه لأحد الشيئين صدّ عن الآخر، فطاعة اللّه تصدّ عن طاعة سواه، وأنه لا تجتمع الزوجية والأمومة فى امرأة، والبنوة الحقيقية والتبني فى إنسان.
روى الشيخان والترمذي والنسائي فى جماعة آخرين عن ابن عمر رضى اللّه عنهما « أن زيد بن حارثة مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن :(ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) الآية، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : أنت زيد ابن حارثة بن شراحيل.
وكان من خبره أنه سبى من قبيلته كلب وهو صغير، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة، فلما تزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهبته له، ثم طلبه أبوه وعمه فخيّر بين أن يبقى مع رسول اللّه، وأن يذهب مع أبيه، فاختار البقاء مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأعتقه وتبناه، وكانوا يقولون زيد بن محمد فلما تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم زينب، وكانت زوجا لزيد وطلقها قال المنافقون : تزوج محمد امرأة ابنه،